اسم الکتاب : الثورات العلوية في مرويات المؤرخين المسلمين حتى نهاية العصر العباسي الاول المؤلف : عباس، مريم رزوقي وليد الجزء : 1 صفحة : 143
ولقد بدأ لمعان اسم المختار في صفوف
أتباع آل البيت منذ بوادر ثورة الإمام الحسين عليه السلام وقدوم رسوله مسلم بن
عقيل عليه السلام إلى الكوفة أواخر سنة (60هـ / 680م) لأخذ البيعة للإمام الحسين عليه
السلام فقد ذكرت المصادر التاريخية أن مسلماً عليه السلام حينما دخل الكوفة أقام
في دار المختار الثقفي ثم انتقل بعد ذلك إلى دار هاني بن عروة ([393]).
ولقد أعد نفسه كي يكون أحد أنصار
ثورة الإمام الحسين عليه السلام ولكنه لم يتهيأ له الاشتراك في معركة الطف بكربلاء،
لأنّ عبيد الله بن زياد قد قبض عليه بعد القضاء على حركة مسلم بن عقيل عليه السلام
في الكوفة وأودعه السجن فلم يزل فيه حتى قتل الإمام الحسين عليه السلام وعزم على
قتله فتشفع فيه زوج أخته عبد الله بن عمر في كتاب أرسله إلى يزيد بن معاوية فورد
الكتاب من يزيد إلى عبيد الله بن زياد يأمره بإطلاق سراحه.
روى اليعقوبي([394]) " وكان المختار بن أبي عبيد
الثقفي أقبل في جماعة عليهم السلاح، يريدون نصر الحسين بن علي، فأخذه عبيد الله بن
زياد، فحبسه، وضربه بالقضيب، حتى شتر عينه، فكتب فيه عبد الله بن عمر إلى يزيد بن معاوية،
وكتب يزيد إلى عبيد الله: أن خل سبيله، فخلى سبيله، ونفاه، فخرج المختار إلى
الحجاز".
فلما وصل إلى مكة التحق بدعوة عبد
الله بن الزبير أثر اتفاق عقد بينهما ليعملا سوية للإطاحة بالحكم الأموي فقد روى
الطبري ([395])
" إني قد جئتك
[393] الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج5، ص569؛ الشريف
المرتضي، أبو القاسم علي بن الحسين الموسوي (ت 436هـ)، تنزيه الأنبياء، ط2، (دار الأضواء:
بيروت، 1989م)، ص228.