اسم الکتاب : الثورات العلوية في مرويات المؤرخين المسلمين حتى نهاية العصر العباسي الاول المؤلف : عباس، مريم رزوقي وليد الجزء : 1 صفحة : 135
وكان لدخول الإمام زين العابدين عليه
السلام وعماته وأخواته أُسارى إلى الكوفة على عبيد الله بن زياد الدور الأبرز في
تأجيج مشاعر الحزن والتأسف فقد خطب فيهم الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه
السلام قائلاً: "أيها الناس! ناشدتكم بالله هل تعلمون أنكم كتبتم إلى أبي وخدعتموه
وأعطيتموه من أنفسكم العهد والميثاق والبيعة، وقاتلتموه وخذلتموه؟ فتباً لما قدمتم
لأنفسكم وسوأة لرأيكم، بأية عين تنظرون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله إذ يقول
لكم: قتلتم عترتي وانتهكتم حرمتي، فلستم من أمتي " ([369]).
ومضى يذكر أهل الكوفة بكتبهم
ومواعيدهم وبما ارتكبوه من الفضائح حتى ضج الناس بالبكاء والعويل ولقد قدر لهذا
الشعور بالإثم أن يبقى مشتعل الأوار حافزاً للثورة والانتقام فارتفعت أصوات الناس
بالبكاء من كل ناحية يقول بعضهم لبعض هلكتم وما تعلمون ([370]).
وقد ألهبت عقيلة الطالبيين زينب بنت الإمام
علي بن أبي طالب عليهما السلام الشعور بالإثم والندم في نفوس الكوفيين حينما قرعتهم
بخطبتها المشهورة: "أما بعد يا أهل الكوفة أتبكون! فلا سكنت العبرة ولا
هدأت الرنة، إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً، تتخذون أيمانكم
دخلاً بينكم، ألا ساء ما تزورن إي والله فابكوا كثيراً واضحكوا قليلاً، فلقد ذهبتم
بعارها وشنارها، ولن ترحضوها بغسل بعدها أبداً وكيف ترحضون قتل سبط خاتم النبوة، ومعدن
الرسالة، ومدار حجتكم ومنار محجتكم، وهو سيد شباب أهل