responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الفقه الامامي: من البداية الى القرن الثامن الهجري المؤلف : المدوح، مرتضى جواد    الجزء : 1  صفحة : 86

أن تخرّج وتعطي وتنشر وتبث وتربي، توسع التشيع في انتشاره أرضاً ونفوساً بما تطلب أن تتوسع قيادة الأئمة في رعاية شؤون الشيعة واستمرار الطائفة والمذهب، فكثر السؤال الشرعي في قضايا الأصول والفروع أو العقيدة والنظام والسياسة وذلك عن طريق الإيفاد والمكاتبة، وذهب الشيعة في هذا العصر يجمعون الأموال والحقوق الشرعية واجبة كانت أو مستحبة وتبرعات، ويرسلونها إلى مقر القيادة المتمثلة بأئمتهم، وذلك مما أثار حفيظة الحكام العباسيين، وجعل هارون الرشيد يشخص الإمام الكاظم عليه السلام من المدينة المنورة إلى العراق ويحبسه في البصرة عند واليها عيسى بن جعفر بن المنصور العباسي، وذلك في سنة 179هـ، ثم ينقله إلى سجن السندي بن شاهك في بغداد([131])، وبقي فيه حتى توفي مسموماً من قبل ابن شاهك سنة 183هـ([132]). ومع هذا كان الشيعة علماء ووجهاء على اتصال مستمر بالإمام الكاظم عليه السلام، وهو في الحبس مواجهة ومكاتبة. وكذلك جعل هذا النشاط الشيعي المأمون العباسي يستدعي الإمام الرضا عليه السلام من المدينة المنورة إلى خراسان، وينصبه ولياً لعهده من غير رغبة منه في هذه الولاية، وذلك كي يجعله تحت رقابته ونصب عينه([133]).

ومع هذا التحجيم الذي قام به هارون ومن بعده ابنه المأمون بقي نشاط الإمامين الكاظمين في دعم مدرسة أهل البيت بمواصلة مسيرتها في مجال التشريع الإسلامي والفقه الإمامي مستمراً ومعطاءً، وإن كان عطاؤه يمد حيناً ويجزر حيناً آخر.


[131] تاريخ الإسلام: ج3 ص87.

[132] المصدر السابق: ص88.

[133] المصدر السابق: 169، وانظر: تاريخ التشريع الإسلامي 16.

اسم الکتاب : تاريخ الفقه الامامي: من البداية الى القرن الثامن الهجري المؤلف : المدوح، مرتضى جواد    الجزء : 1  صفحة : 86
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست