responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الفقه الامامي: من البداية الى القرن الثامن الهجري المؤلف : المدوح، مرتضى جواد    الجزء : 1  صفحة : 8

من مراحل سير الفقه طبقة من الفقهاء وكان لمرحلة صدور البيان الشرعي دور تأسيسي من حيث تكوين المادة الأولى لصناعة الفقه؛ فقد جهد السابقون من أصحاب الأئمة عليهم السلام أنفسهم في ضبط وتكميل هذه المادة ونقلها إلى الجيل اللاحق بأمانة ودقة. ولم يكن يتلخص دورهم في الضبط والتدوين والتكميل فحسب، بل امتد للنظر في مفاد الأحاديث ومضامينها وترجيح بعضها على بعض، وإبداء الفتوى والرأي على ضوئها، فكان دور الفقاهة ملحوظاً في مجمل مجهودهم العلمي والفقهي. وقد كان الأئمة الطاهرون عليهم السلام يشيدون بدور البعض من رموز مدرستهم في تدعيم حركة الفقه وتقوية ركائزه، وفي حفظ الأحكام ونشرها، يأمرون بعضهم بالتصدي للفتيا في بعض المراكز العلمية، فيما كان لبعض هذه الرموز والشخصيات ثقل علمي معترف به في الأوساط العلمية عند المسلمين كافة كما نلاحظ ذلك في أمثال محمد بن مسلم، وزرارة بن أعين، ويونس بن عبد الرحمن، وأبان بن تغلب، وغيرهم من كبار فقهاء أصحاب الأئمة عليهم السلام، وهذه الكوكبة وإن عرفت بالحديث أيضاً باعتبار أنه كان يمثل اللغة الرسمية لجميع العلوم والمجالات، والفقه والكلام والأخلاق وغير ذلك، إلاّ أنّ هذا لا يلغي أن يكون لكل علم ومجال آنذاك منهجه وقواعده التي تتناسب ودرجة المقياس العلمي الذي كانت تعيشه تلك المرحلة، فالمفسّر مثلاً له طريقته الخاصة وذوقه الخاص اللذان يميزانه عن الفقيه مثلاً.

ولعلنا يمكن أن نتلمس الدور الفقهي لأصحاب الأئمة عليهم السلام بشكل عام كفقهاء لا محدثين من خلال أمرين:

الأول: كل ما يدل على نشاطهم الفقهي كالآثار الفقهية التي تركوها، أو تخريج جماعة على أيديهم في الفقه، أو آرائهم التي يتداولها الفقهاء ويعتنون بها.

اسم الکتاب : تاريخ الفقه الامامي: من البداية الى القرن الثامن الهجري المؤلف : المدوح، مرتضى جواد    الجزء : 1  صفحة : 8
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست