اسم الکتاب : تاريخ الفقه الامامي: من البداية الى القرن الثامن الهجري المؤلف : المدوح، مرتضى جواد الجزء : 1 صفحة : 29
القول الأول: عدم جواز ذلك عقلاً
مطلقاً، وهو قول قليل من العلماء.
القول الثاني: الجواز عقلاً، وهو قول
معظم علمائهم، وهؤلاء اختلفوا فيما بينهم في أمرين:
الأمر الأول: وهو دائرة اتساع هذا
الجواز حيث كان منهم من يرى جواز الاجتهاد للصحابة مطلقاً قاضياً كان أو غير قاضٍ،
بعيداً عن الرسول أو قريباً منه.
الأمر الثاني: وهو ضيق دائرة هذا
الجواز حيث يرون جوازه لغير الرسول في زمانه بشرط أن يأذن له الرسول أو لوجود
ضرورة كغيابه عن الرسول([36]).
وإذا رجعنا إلى الوقائع التاريخية
التي حدثت في عصر الرسول وكان للصحابة فيها اجتهاد سنجد أن اجتهادهم كان على
نوعين:
النوع الأول: اجتهاد مقابل النص: وهو
أن يرجع الصحابي إلى النص الشرعي ويتفهم معناه وفق ما يفهم. ومن أمثلته التي وقعت
عندما أمر رسول الله أصحابه بالتوجه إلى بني قريظة بعد معركة الخندق حيث قال: «من كان يؤمن بالله واليوم
الآخر فلا يصلين العصر إلا في بني قريظة»([37]).
فلما كانوا في الطريق حضر وقت العصر،
فقال بعضهم: يجب أن نصليها في وقتها، لأن الذي أراده منا الرسول صلى الله عليه
وآله وسلم سرعة النهوض إلى بني قريظة، ولم يرد منا تأخير الصلاة.
وقال فريق آخر: لا نصليها إلا عند ما
نصل إلى بني قريظة، لأن الرسول