والجدل وعلم الكلام من الطبيعيات والإلهيات والحكمة العقلية خاصة، والمنطق وغير ذلك من المؤلفات النافعة المشتهرة في الأقطار من عصره إلى اليوم من مطولات ومتوسطات ومختصرات.

وألف في الرد على الخصوم والاحتجاج المؤلفات الكثيرة. وتشيّع - بما أقامه من الحجج - السلطان (محمد خرابنده المغولي)، في قصة طويلة، انظرها في (روضات الجنات) في ترجمة العلامة رحمه الله وفي (أعيان الشيعة) للسيد محسن الأمين (ج24 ص291 - 297)، وفي غيرها من المعاجم.

وبالجملة: فالعلامة الحلي رحمه الله آية من آيات الله العلمية، وشخصيته فذة يعجز الكاتب عن إحصاء فضائله، كما قال الصفدي، وقال أيضاً: «كان ريض الأخلاق، حليماً، قائماً بالعلوم، حكيماً، طار ذكره في الأقطار، واقتحم الناس إليه، وتخرج به أقوام كثيرة»([301]).

ومن أبدع وأروع نشاطاته العلمية: المدرسة السيارة، قال الشيخ حسين الأعلمي في تقديمه لكتاب (التبصرة - نشرة مؤسسة الأعلمي بيروت): «لقد اقترح على السلطان محمد خرابنده، سلطان عصره، بأن يؤسس مدرسة لتربية وإعداد طلاب العلوم الدينية بالعدة الكافية، فأجاب السلطان له، ولما كانت رغبة السلطان في مجالسة الشيخ ابن المطهر، والاستيناس به وبتلاميذه حتى في الطريق والسفر، لذلك أمر ببناء المدرسة السيارة. وألفت المدرسة من أربعة دواوين، وعدة غرف ومدارس، كلها مكونة من الخيام الكرباسية وكانوا يرحلون

[301] انظر تاريخ التشريع الإسلامي، نقلاً عن كتاب أعيان العصر وأعوان النصر للصفدي الشافعي ص 175.