وتعاليمه وتبيين فضل ذلك وثوابه الجزيل.

إذن المسلمون جميعاً متفقون على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد بلّغ القرآن كاملاً في حياته وأنهم - أي المسلمون - متفقون أيضاً على أن ما بين الدفتين والمتداول بين جميع المسلمين هو القرآن كاملاً منذ عصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى يومنا هذا وقد جاءنا بالتواتر ولم يزد فيه ولم ينقص منه شيء([11]).

والأمر الآخر الذي قام به النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو تبليغه السنة الشريفة وتعليمه للمسلمين أحكام الدين من واجبات ومحرمات ومستحبات ومكروهات ومباحات وقام النبي بتفسير القرآن وتوضيح مفاده ومراده على أحسن وجه وأكمله وهذه السنة عند أهل البيت عليهم السلام بلاكم الوافي الكافي والمتكامل مع القرآن في الوفاء بالتزويد بما يحتاجه المسلم في التشريع من قواعد الأحكام وموادها، وبالقرآن والسنة تكتمل مجموعة نصوص الأحكام التشريعية، حيث قام النبي في عصره بتدوين القرآن وجمعه وكذلك قام بتدوين السنة النبوية وكتابتها والأمر بحفظها والعمل على طبقها، والفضل يرجع إلى أمير المؤمنين عليه السلام حيث دوّن السنة النبوية الشريفة وكان قد دوّن القرآن الكريم وذلك على عهد النبي تدويناً كاملاً.

وقد أشارت إلى ذلك العديد من الروايات وكتب التأريخ، كما ينقل الشيخ الكليني رضي الله عنه في الكافي بسند معتبر عن علي عليه السلام نفسه حيث يقول في حديث طويل:

[11] انظر: تاريخ التشريع الإسلامي ـ العلامة الدكتور الفضلي، ص28.