responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الفقه الامامي: من البداية الى القرن الثامن الهجري المؤلف : المدوح، مرتضى جواد    الجزء : 1  صفحة : 153

نتائج وأهداف المنهج الفقهي للعماني

ومن أهم الأهداف التي كان العماني يطمح إلى تحقيقها عبر جهوده العلمية المتوجّة في مجال الفقه، هو التركيز على إراءة منهج فني علمي قائم على أسس ثابتة وقواعد علميّة رصينة كبديل عن المنهج القديم، وتحاشياً لنقاط الضعف فيه (كقلّة التفريع، والجمود على ظاهر النصّ)، وفي طول الغرض المذكور يأتي هدف آخر يتلخص في الدعوة إلى فصل الفقه عن الحديث كعلم مستقل له قواعده ومكوّناته ومبادؤه، كما أنّ له لغته وأدواته الخاصة في الخطاب تختلف عن لغة النصّ، الأمر الذي لم تألفه مدرسة الحديث في فقهها الروائي، غير أن الذي لابدّ من ملاحظته هو مدى نجاح العماني في هذا الميدان، وهل تحقّقت الأهداف التي وظّف جهوده من أجلها؟

أجل، لقد تمكن رحمه الله من تحقيق تلك الأهداف، وأتت تلك الجهود ثمارها، وتكللت بالنجاح في الحقبة التي أعقبت عصره بقليل؛ إذ لم تتهيّأ الظروف المناسبة لانتشار طريقته في عصره، وذلك لأسباب خارجية كابتعاده عن مراكز التأثير في الساحة العلمية، وعدم وصول كتبه إلى بعضها كقم والريّ، وخلوّ مدرسته بعمان من الأتباع والمؤازرين ممّن يرتقب منهم نشر آرائه ومذهبه، أو لأسباب موضوعية - وهي الأهم - يأتي في صدارتها عدم تفاعل مدرسة الحديث مع مسلكه ومنهجه بالرغم من انتقال آثاره ومصنفاته إلى بغداد.

ولا نستبعد أن يكون معاصره أحمد بن محمد بن الجنيد ببغداد قد استلهم من طريقته ومنهجه إذ قد عرف عنه سابقاً - أيضاً - اعتبار العقل واستدلالاته مصدراً رئيسياً من مصادر الاجتهاد والاستنباط.

اسم الکتاب : تاريخ الفقه الامامي: من البداية الى القرن الثامن الهجري المؤلف : المدوح، مرتضى جواد    الجزء : 1  صفحة : 153
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست