اسم الکتاب : التربية عند أئمة أهل البيت عليهم السلام المؤلف : الغرابي، مها نادر عبد محسن الجزء : 1 صفحة : 69
مستمرة انحرف عن
جادة الصواب، وركن إلى الخمول والبلادة، فيتلقفه الشيطان ويوسوس له، ويحسن له باطل
عمله، وبذلك تميل النفس إلى طبيعتها، فتنحرف إلى الاهواء والاماني الكاذبة، وتندفع
إلى الغفلة والضياع، إذ إنّ أبا البشر آدم - (عليه السلام) نسى ولم يستطيع الصمود أمام
غواية الشيطان. تصديقاً لقوله تعالى:
(وَلَقَدْ عَهِدْنَا
إلى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا)([168]). فالنسيان إذن آفة مفطور
عليها الإنسان، وعليه مغالبته بالعلم، والعلم بهذا العلم ممارسة عملية وإرشاد وتوجيه
مستمر لتقوية العزم، والعزم نقيض النسيان([169]).
والأمّارة بالسوء هي التي تمشي على وجهها
تابعة لهواها. وتورط الإنسان في فعل الشرور واقتراف الذنوب. إنّ الآية حكاية على لسان
إمراة العزيز التي راودت يوسف (عليه السلام) عن نفسه وهي الآن في موقف الاعتراف بجريمتها
بعد ان كانت قد اتهمته بالتعدي عليها. وهي إذ تقر الآن بأنّها هي التي راودته عن نفسه
تقرر أنّ النفس أمّارة بالسوء أيضاً، ثم يكون الاستدراك (إلاّ ما رحم ربّي).فهي تؤكد
أنّها كانت مدفوعة إلى فعلتها تلك دفعا، تحت ضغط والحاح شديدين من