اسم الکتاب : التربية عند أئمة أهل البيت عليهم السلام المؤلف : الغرابي، مها نادر عبد محسن الجزء : 1 صفحة : 329
فإنّ الحياة قيمة عليا تتغلب على
الموت، وإنّ أي اعتداء لازهاق حياة إنسان، وبغض النظر عن ماهية ذلك الإنسان، هو
اعتداء على الارادة الإلهية الموجدة والمانحة الوحيدة للحياة من جهة وجريمة بحق الإنسانية
جمعاء، وسلب لحق أساس من حقوق الإنسان إلاّ وهو (حق الحياة) ([944]).
2- حق الكرامة الإنسانية
إهتم الإسلام - أيضاً - بحق آخر لا
يقلُ أهمية عن حق الحياة ألاّ وهو حق الكرامة. ويراد بالكرامة: امتلاك الإنسان بما
هو إنسان للشرف والعزّة والتوقير. فلا يجوز انتهاك حرمته وامتهان كرامته، فالإنسان
مخلوق مُكرَّم، فضله الله تعالى على كثير من خلقه..قال تعالى: (وَلَقَدْ
كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي البَرِّ وَالبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم
مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا
تَفْضِيلاً)([945]). وهي كرامة طبيعية متّع
الله تعالى كل أفراد الإنسان بها. وكان أئمة أهل البيت(عليهم السلام) يراعون كرامة
الناس من أن تمس، في كل ما يبعث على الاستهانة بالمؤمن ويخدش كرامته ويلوث سمعته
باغتيابه أو سبه أو السخرية منه بالتنابز بالالقاب واللمز والنميمة والتحقير
الموجه ضده سعياً منهم (عليهم السلام) لاشاعة العزة والكرامة في نفوس ابناء الأمة وفي
أثناء المجتمع([946]). وكما جاء في القرآن الكريم،
قال تعالى: (وَلاَ تَنَابَزُواْ بِالالقَبِ)([947]).