responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التربية عند أئمة أهل البيت عليهم السلام المؤلف : الغرابي، مها نادر عبد محسن    الجزء : 1  صفحة : 292

ومن هذه الأمراض هي:

أولاً - العجب

يعد العجب من الظواهر المرضية عند بعض الناس, فيعجبون بعقولهم وانفسهم وارائهم، ويرون الفضل كله لهم ولا فضل لغيرهم([808]). هو استعظام الإنسان نفسه لاجل مايرى لها من صفة الكمال، سواء كانت له تلك الصفة في الواقع أم لا. وسواء كانت صفة كمال في الأمر نفسه أم لا، وقيل: " هو اعظام النعمة والركون إليها مع نسيان إضافتها إلى المنعم "، ولا يعتبر في مفهومه رؤية نفسه فوق الغير في هذا الكمال وهذه النعمة، وبذلك يمتاز عن الكبر, إذ الكبر هو ان يرى لنفسه مزية على غيره في صفة كمال، وتعبير آخر هو الاسترواح والركون إلى رؤية النفس فوق المتكبر عليه، فالكبر يستدعي متكبرا عليه ومتكبراً به. والعجب لا يستدعي غير المعجب، بل لو لم يخلق الإنسان إلاّ وحده تصور ان يكون معجباً، ولا يتصور ان يكون متكبراً، إلاّ أن يكون مع غيره وهو يرى نفسه فوق ذلك الآخر في صفة الكمال ولا يكفي ان يستعظم نفسه ليكون متكبراً، فلا يتكبر عليه، فهو معجب وليس متكبراً ولا يكفي ان يستحقر غيره، فإنَّهُ مع ذلك لو راى نفسه احقر أو راى غيره مثل نفسه لم يكن متكبراً، بل المتكبر هو أن يرى لنفسه مرتبة ولغيره مرتبة، ثم يرى مرتبة نفسه فوق مرتبة غيره([809]).

قال تعالى: (أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا)([810]).


[808] العطار: محاضرات أخلاقية, ص247.

[809] النراقي: جامع السعادات, ج1, ص202.

[810] سورة فاطر: آية: 8.

اسم الکتاب : التربية عند أئمة أهل البيت عليهم السلام المؤلف : الغرابي، مها نادر عبد محسن    الجزء : 1  صفحة : 292
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست