قال الله تعالى: (فَأَمَّا
مَن أَعْطَى وَاتَّقَى. وَصَدَّقَ بِالحُسْنَى. فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى. وَأَمَّا
مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى. وَكَذَّبَ بِالحُسْنَى. فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى)([530]).
درجات الإيثار
1- أن تؤثر الخلق على نفسك فيما لا يحرم
عليك ديناً، ولا يقطع عليك طريقاً، ولا يفسد عليك وقتاً([531]).
وقد عرفت سيدة النساء فاطمة الزهراء
(عليها السلام) بجودها وإيثارها فكانت على هدي أبيها في جوده وسخائه، وقد سمعته يقول:
" السخي قريب من الله، قريب من الناس، قريب من الجنة، بعيد عن النار، وأنّ الله
سبحانه وتعالى جواد يحب الجواد " وكان الإيثار من شعار المصطفى (صلى الله عليه
وآله) حتى قالت بعض زوجاته: ما شبع ثلاثة أيام متوالية حتى فارق الدنيا، وكان يقول
(صلى الله عليه وآله): "ولو شئنا لشبعنا ولكنا نؤثر على أنفسنا"، وكانت الزهراء
خير من يؤثر على نفسه إقتداء بأبيها([532]).
روي أنّ موسى بن عمران قال: يارب، أرني
بعض درجات رسولك مُحَمَّد وأمته. قال: ياموسى، أنّك لن تطيق ذلك، لكني أريك منزلة من
منازله، جليلة عظيمة، فضلته بها عليك وعلى جميع خلقي. قال الراوي: فكشف عنه ملكوت