responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التربية عند أئمة أهل البيت عليهم السلام المؤلف : الغرابي، مها نادر عبد محسن    الجزء : 1  صفحة : 183

ويرى (الغزالي): أنّ التوبة عن الذنوب بالرجوع إلى ستار العيوب وعلام الغيوب، مبدأ طريق السالكين، وراس مال الفائزين, وأول إقدام المريدين، ومفتاح استقامة المائلين، ومطلع الاصطفاء والاجتباء للمقربين([483]). إنّ التوبة تعبيرٌ عن معنى ينتظم ويلتئم من ثلاثة أمور مرتبة علم وحال وفعل. فالعلم الأول، والحال الثاني، والأول موجب للثاني, والثاني موجب للثالث إيجاباً اقتضاه اطراد سنة الله في الملك والملكوت. أما العلم: فهو معرفة عظم ضرر الذنوب، وكونها حجاباً بين العبد وبين كل محبوب، فإذا عرف ذلك معرفة محققة بيقين غالب على قلبه ثأر من هذه المعرفة، تألم للقلب بسبب فوات المحبوب، فإنّ القلب مهما شعر بفوات محبوبه تألم، فإنّ كان فواته بفعله تأسف على الفعل المفوت، فيسمى تألمه بسبب فعله المفوت لمحبوبه ندماً، فإذا اغلب هذا الألم على القلب، واستولى وانبعث من هذا الألم في القلب حال أخرى تسمى إرادة وقصداً إلى فعل له تعلق بالحال والماضي والمستقبل. اما تعلقه بالحال فالبترك للذنب الذي كان ملابساً، وإلا ما بالاستقبال فبالعزم على ترك الذنب المفوت للمحبوب إلى آخر العمر، وأما بالماضي فبتلاقي مافات بالجبر والقضاء إن كان قابلاً للجبر([484]).

أقسام التائبين

القسم الأوّل: أُولئك التّائِبون الذين لا يقلعون عن الذنوب، ولا يتأسفون على ما فعلوا، إذ وقفوا عند مرحلة النّفس الأمّارة، وعاقبتهم غير معلومة أصلاً، فَمِن المُمكن أن يعيش حال التّوبة في آخر أيّام حياته، وتكون عاقبته الحُسنى، ولكنّ الطامّة الكبرى، عندما يتفق موتهم مع معاودتهم للذنب، وهناك ستكون


[483] الغزالي: احياء علوم الدين, ج4, ص2.

[484] المصدر نفسه: ص3.

اسم الکتاب : التربية عند أئمة أهل البيت عليهم السلام المؤلف : الغرابي، مها نادر عبد محسن    الجزء : 1  صفحة : 183
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست