عن الإمام أبي جعفر (عليه السلام) قال: بني الإسلام على خمسة أشياء على الصلاة والزكاة والحج، والصوم والولاية... وقال (عليه السلام): إنّ الصيام ليس من الطعام والشراب وحده، ثم قال: قالت مريم: " إنّي نذرت للرحمن صوما " أي صوماً صمتاً وفي نسخة أُخرى أي صمتاً فإذا صمتم فحفظوا ألسنتكم وغضوا أبصاركم ولا تنازعوا ولا تحاسدوا، قال: وسمع رسول الله صلى الله عليه وآله إمرأة تسب جارية لها وهي صائمة فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله بطعام، فقال لها: كلي فقالت: إني صائمة، فقال: كيف تكونين صائمة وقد سبيت جاريتك، إن الصوم ليس من الطعام والشراب، قال: قال الإمام أبوعبد الله (عليه السلام): إذا صمت فليصم سمعك وبصرك من الحرام والقبيح ودع المراء وأذى الخادم وليكن عليك وقار الصيام ولا تجعل يوم صومك كيوم فطرك([403]).

4- الحج

في الحج يجتمع المسلمون من مشارق الأرض ومغاربها في مكان واحد يذكرون الله، ويؤدون مناسكه, متجردين من كل مايشغلهم في الحياة، وفي الحج فيه تربية للفرد ليتم صلاحه، ويستقيم أمره. إنّ فريضة الحجّ معينٌ غنيٌ بالأبعاد والآداب المعنويّة والروحيّة، وللإطلالة على هذه الأبعاد المفضية إلى أسرارها، نورد بروايةٍ عن الإمام زين العابدين عليه السلام المعروفة برواية الشبليّ، وهي الآتية:

أنّه لمّا رجع مولانا الإمام زين العابدين عليه السلام من الحجّ استقبله الشبليّ، فقال عليه السلام له: حججت يا شبليّ؟ قال: نعم يا ابن رسول الله، فقال عليه السلام: أنزلت الميقات، وتجرّدت عن مخيط الثياب، واغتسلت؟ قال:

[403] المصدر نفسه: ج4, ص87.