responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سعيد بن جبير: شيخ التابعين وإمام القراء المؤلف : البياتي، سلام محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 65

وسلم فيه ثناء وإرشاد أو تشريع أو تبشير أو تحذير أو عبرة أو تدبّر!

بقي أن نتساءل؛ هل لو فسرنا الآية على ظاهرها يصغر من شأن خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم؟

الجواب: لا، وما قصده سعيد بن جبير إنما اعتمده مما استنبطه من باقي آية النور وهو ما أوحى به اللهُ للعقل البشري المبدع بالتشبيه بالاستعارة الى الله سبحانه وتعالى حين قال: {...مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ...}، فنقل المتلقي إلى بيت النبوة ليهيِّئَ مداركه لتقبل الآية كبنيان علمي لا يتجزأ إلى يوم القيامة ويبقى ضياؤه بنور الصراط المستقيم إلى الله {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآَصَالِ * رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ...}([185])، وهؤلاء الرجال ليسوا كباقي البشر ممن يردون المساجد العامة في أوقات محدودة لتأدية خمس صلوات معلومة ثم يعودون يتلهّون بالبيع والتجارة.

هؤلاء الرّجال عبادٌ مُكرَمُونَ مخلَصُون لا يعصون اللهَ ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون وبيوتهم هي التي أذن اللهُ أنْ تُرفَعَ وأمر أنْ تُجبى لهم أموال الخمس ليرفدوا بها المسكينَ واليتيم والأسير يَشفعونَ عطاءَهم بقوله تعالى: {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا}([186])، نعم {...يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ}([187]).


[185] سورة النور، الآيتان: 36-37.

[186] سورة الإنسان، الآيتان: 9-10.

[187] سورة النور، الآية: 37.

اسم الکتاب : سعيد بن جبير: شيخ التابعين وإمام القراء المؤلف : البياتي، سلام محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 65
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست