اسم الکتاب : سعيد بن جبير: شيخ التابعين وإمام القراء المؤلف : البياتي، سلام محمد علي الجزء : 1 صفحة : 256
الحجاج)([767]). فكلمة
(يزعمون) ظنية والظنُّ لا يغني عن الحق شيئاً! وأن ما يذكره هو كما ذكرنا من باب
ذكره مواقع الحوادث المشهورة في غير موضعها الحقيقي، إذ كيف يكون قبر سعيد مشهوراً
ثم يعين له موضعاً ما سمعنا مؤرخاً غيره قد وافقه عليه سابقاً أوْ لاحقاً، بينما
اتفق الجميع على أن هذا القبر هو قبر سعيد بن جبير الذي تواترت الروايات على نسبته
كما ثبت في المصادر القديمة بأنه ظل مزاراً للمسلمين([768]).
يتبركون به ويتخذون من قصته دروساً يعتبرون بها.
(ولم يَنسَ المؤرِّخون أن
يتثبتوا من مسألة تاريخية أخرى وهي أن الأراضي التي بين مدينة (واسط) وشط الغراف
كانت دياراً عامرة بالمزارع والبَساتين والسبب يعود إلى أن أكثر (مياه دجلة كانت
تسيل في نهر الغراف منذ أيام الساسانيين، والقليل منها كان يمرّ في دجلة...)([769]).
ولما غيّر (دجلة) مجراه
متخذاً مجرى يبعد مسافة كبيرة شرقي واسط، نزح عنها أهلها نحو الخصب والماء في الديار المحيطة
بقبر سعيد بن جبير، واشتهر بعد ذلك بـ(حي واسط) والتي تعرف حالياً (بقضاء الحي)
والتي يُرمز لها في الخرائط الجغرافية بـ(الحي) والتي (يقال لها - حي واسط -
للتمييز بينها وبين أحياء كانت هناك في القديم)([770]) - ولا تبعد
عن مدينة كوت مركز محافظة واسط بأكثر من 25 ميلاً في الجنوب الغربي منها.