responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سعيد بن جبير: شيخ التابعين وإمام القراء المؤلف : البياتي، سلام محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 24

وتوصّل إلى مرتبة غبطه أقرانه وأساتذته عليها بشهادة أستاذه ابن عباس.

وهذه القابلية لا تتطور إلاّ بالمواظبة على الدرس والتحصيل والتتبع؛ ولماّ كان القرآن قطب الرحى الذي كانت تدور حوله العلوم الدينية آنذاك، لذا صار هو الأصل في الأسس التي يعتمدها سعيد وهو يجدّ السعي ويحث السير متسلقاً صرح العلوم الدينية مرتفعاً درجاتٍ بين أقرانه وفوق كل ذي علم عليم.

لقد تَمَرَّسَ في قراءة القرآن يافعاً وهو يشير إلى تلك الممارسة وعمق أصالتها في حياته قائلاً؛ (ما مضت عليَّ ليلتان منذ قتل الحسين عليه السلام إلاّ أقرأ فيهما القرآن إلاّ مسافراً أو مريضاً)([57]).

كان يختلف إلى حلقات الدراسة في مسجد الكوفة وبيوتاتها العلمية حيث نَحتمل أن تجري الدراسة في دواوين ومقامات أعلام الأمّة؛ وهناك إشارة واضحة وجلية في تائية دعبل الخزاعي تبين لنا أن الدراسة لم تكن مقتصرة على الجوامع ولا موقوفة عليها ولا محصورة بين حيطانها؛ حيث يصور دعبل كيف كانت دُورُ أهل بيت النبوة:-

مَدارسُ آياتٍ خَلَتْ مِنْ تِلاوةٍ

وَمَنْزِلُ وَحْيٍ مُقْفَرُ العَرَصاتِ

وقد أدركَ سعيدُ بعضاً من أصحاب عبد الله بن مسعود وكان يقولُ فيهم: (كان أصحابُ عبد اللهِ بن مسعود سُرُجَ هذه القرية)([58]).

ولمّا تَصَلَّبَ عوده بالدراسة، وقويت عريكته بالتتبع؛ تفتّحَ طموحه لأنْ يتَتَلْمَذَ على الأعلام ممن بقي من جيل الصحابة، ولم يطل المقام بسعيد في الكوفة


[57] مجمع البيان للطبرسي.

[58] فجر الإسلام، تأليف: د. أحمد أمين: ج7، ص184، ط 1955م، القاهرة.

اسم الکتاب : سعيد بن جبير: شيخ التابعين وإمام القراء المؤلف : البياتي، سلام محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 24
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست