المحاورة بين سعيد والحجاج

لقد وَجَدْتُ بعد دراسة مصادر عديدة متنوعة؛ أن بعض المؤرخين كان يختار قسماً منها ويترك قسماً، أوْ يأتي مؤرخ فَيُدَوّنُ قسماً من المحاورة عن مؤرخ قبله ثم يضيف تكملة لها من مؤرخ آخر؛ كما فعل (ابن خلكان) في كتابه (وفيّات الأعيان) حين نقل عن أبي نعيم والطبري والمسعودي وكما قام به ابن الأثير في كتابه (الكامل في التاريخ) من نقل حرفي عن كتاب الطبري (تاريخ الرسل والملوك).

ولأهمية هذه (المحاورة) تاريخياً، وجدتني - بعد تحقيق ومقارنة ما ورد منها في المصادر التي اعتمدتها في بحثي - أعمل على تقسيمها إلى مجموعات ليتسنى لي استخلاص الرواية الصحيحة منها.

فجعلت أساسَ المجموعة الأولى ما ورد في كتاب (حِلية الأولياء) لأبي نعيم وقابلتها بكتاب (مروج الذهب) للمسعودي وكتاب (وفيات الأعيان) لابن خلكان، وهذه المجموعة تناولت المحاورة من جانب معين.

وأما (المجموعة الثانية) التي تتناول (المحاورة) من جانب آخر، فقد جعلت أساسها ما أخذه ابن الأثير في (الكامل في التاريخ) نقلاً عن (تاريخ الرسل والملوك) للطبري، وقابلتها مع كتاب (المعارف) لابن قتيبة وكتاب (وفيات الأعيان) لابن خلكان - في رواية ثانية أيضاً -.