اسم الکتاب : سعيد بن جبير: شيخ التابعين وإمام القراء المؤلف : البياتي، سلام محمد علي الجزء : 1 صفحة : 206
قصّة سعيد والراهب واللبوة
إنّ هذه الرواية
وإن بَدَتْ منسجمة ومقبولة عند البعض؛ إلاّ أنّها لا تصمد للمناقشة والتحليل وتبدو
مليئة بالتناقضات التي تجعلها بعيدة عما ثبت عن سعيد وموقفه من الهرب ومع ما جرى
له حقّاً وهو في الطريق إلى سيف الحجاج المتعطش للدماء.
ولا نريد طرح الرواية من البحث قبل
ذكر تفاصيلها ومناقشة ما جاء فيها من أحداث ومقارنتها مع واقع الحال مع الإشارة
إلى بعض الحقائق التي تدل على أنّ الرواية قد تغاضت وتغافلت عن حقائق كثيرة؛ لتعرض
علينا بأسلوب قصصي شيق لا يخلو من إثارة بديعية سادت في العصور المتقدمة.
يقول الراوي: (- إنّ الحجاج بن يوسف
لمّا ذُكِرَ له سعيد بن جبير، أرسل إليه قائداً من أهل الشام من خاصة أصحابه يسمى
(المتلمس بن الأحوص) ومعه عشرون رجلاً من أهل الشام؛ وبينما هم يطلبونه فإذا هم
بـ(راهب) في صومعة له فسألوه عنه، فقال الراهب: صِفوة لي فوصفوه له فدلّهم.
فانطلقوا فوجدوه ساجداً يناجي بأعلى
صوته فدنوا منه فسلموا عليه، فرفع رأسه فأتمَّ بقية صلاته ثم رَدَّ عليهم السلام. فقالوا:
إنّا رسل الحجاج إليك فأجِبْهُ! قال: ولابُدَّ من الإجابة؟ قالوا: لابُدَّ من
الإجابة.
اسم الکتاب : سعيد بن جبير: شيخ التابعين وإمام القراء المؤلف : البياتي، سلام محمد علي الجزء : 1 صفحة : 206