responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سعيد بن جبير: شيخ التابعين وإمام القراء المؤلف : البياتي، سلام محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 191

وهذه الروايات موثقة تكشف لنا حقيقة أنّ سعيداً قد بدأ الحديث في أصبهان لما دخلها هارباً، وأما الزيادة الأولى فلم يحدث فيها، ولعلها كانت له فيها إقامة قصيرة حيث تشير الروايات إلى أنه ارتحل عنها إلى العراق وسكن قرية سنبلان.

وبديهي فإنه ليس من المعقول أن يترك سعيد أصبهان بعد لجوئه إليها هرباً من بطش الحجاج ويعود إلى العراق ليكون تحت طائفة عيون الحجاج؛ كما لا يمكن أنْ نُسَلِّمَ بما ورد في الرواية الأولى من أنه (لمّا رجع إلى الكوفة حدّث) إلاّ عَلى أنها كانت قبل اشتراك سعيد في الثورة، وإلاّ كيف يعقل أن يقع ذلك ويفلت سعيد من ملاحقة الحجاج وهو ذلك العلم الجهبذ المعروف، والذي لم يَفْتُرْ سَعي الحجاج يطلبه حثيثاً.

هذا شيء وهناك أشياء أخرى تدل على أن الحجاج قد علم عن طريق جواسيسه وضعاف النفوس ممن جعلوا من التقرب إلى السلطان عبادة فكان مثل هؤلاء عوناً للحجاج يخبرونه بمكان سعيد؛ حيث نجد فيما ورد عن المؤرخين أن الحجاج يكتب إلى عامله على أصبهان: (إنَّ سعيداً عندك فخذه)([614]).

فيتحرج عامل الحجاج من القبض على سعيد فيطلب من سعيد راجياً إياه أن يترك أصبهان ويتحول عنه([615]).

ويبدو من واقع الحال والمعرفة بالرجال أنّ سعيداً حين لجأ إلى أصبهان كان مطمئناً إلى عاملها وطيبته وحماية أهلها، إذ تشير المصادر التأريخية إلى أنّ أهل أصبهان (بعد لجوء سعيد إليهم صاروا يَفِدون عليه لأخذ العلم عنه حيث كان


[614] تاريخ الرسل والملوك للطبري: ج6، ص488؛ الكامل في التاريخ لابن الأثير: ج4، ص130.

[615] المصدر السابق نفسه.

اسم الکتاب : سعيد بن جبير: شيخ التابعين وإمام القراء المؤلف : البياتي، سلام محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 191
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست