responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سعيد بن جبير: شيخ التابعين وإمام القراء المؤلف : البياتي، سلام محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 175

قال فلما مات بشر بن مروان، - وكان والياً على الكوفة والبصرة - كتب إليه عبد الملك: أن سِرْ إلى العراقيين، وَاحْتـَلْ لقتلهم، فإنه قد بلغني عنهم ما أكره. واسْتَعْمَلَ عبد الملك على المدينة (يحيى بن حكيم بن أبي العاص).

قال: وذكروا أن عبد الملك لمّا كتب إلى الحجاج يأمره بالسير إلى العِراقيين ويحتال لقتلهم، توجّه ومعه ألف رجل من مُقاتِلَةِ أهل ِ الشامِ وحُماتِهِمْ، وأربعة آلاف من أخلاط الناس وتقدَم بألفي رجل، وتَحرّى دخول البصرة يوم الجمعة في حين أوان الصلاة، فلما دَنا من البصرة، أمرهم أن يتفرقوا على أبواب المسجد، على كل باب مائة رجل بأسيافهم تحت أرديتهم وعهد إليهم أنْ إذا سمعتم الجلبة في داخل المسجد، والواقعة فيهم، فلا يخرجن خارج من باب المسجد حتى يسبقَه رأسه إلى الأرض. وكان المسجد له ثمانية عشر باباً، يُدخَلُ منها عليه، فافترق القوم عن الحجاج فَبَدَروا إلى الأبوابَ، فجلسوا عندها مرتدين ينتظرون الصلاة.

ودخل الحجاج وبين يديه مائة رجل، وخلفه مائة، كل رجل منهم مرتد بردائه، وسيفه قد أفضى به إلى داخل إزاره.

فقال لهم: إنّي إذا دخلتُ فسأكلّم القوم في خُطبتي وسيحصبونني فإذا رأيتموني قد وضعتُ عمامتي على ركبتي، فضعوا أسيافكم، واستعينوا بالله، واصبروا إنّ الله مع الصابرين؛ فلما دخل المسجد، وقد حانت الصلاة، صعد المنبر فحمد الله ثم قال: (أيها الناس إن أمير المؤمنين عبد الملك أمير استخلفه الله عزّ وجل في بلاده، وارتضاه إماماً لعباده، وقد وَلاّني مِصْرَكم، وقسمة فيئِكم، وأمَرَني بإنصافِ مظلومكم، وإمضاءِ الحكمِ على ظالمكم، وصرفِ الثوابِ إلى المحسنِ البريء، والعقاب إلى العاصي المسيء، وأنا مُتّبِعٌ فيكم أمرَهُ، ومنفذ عليكم عهده،

اسم الکتاب : سعيد بن جبير: شيخ التابعين وإمام القراء المؤلف : البياتي، سلام محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 175
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست