اسم الکتاب : سعيد بن جبير: شيخ التابعين وإمام القراء المؤلف : البياتي، سلام محمد علي الجزء : 1 صفحة : 130
في أول ولايته على العراق - من قول
سعيد (أنَّ الحَسَنَ والحُسَيْنَ عليهما السلام وِلْدُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه
وآله وسلم).
أحضره الحجاج وأمره أنْ يثبت بالدليل
القاطع ما قاله في الحسن والحسين عليهما السلام أو يُعَرِّض نفسه للهلاك! فما
تراجع سعيد وما اعتذر بل قرأ عليه قوله تعالى: {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ
كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ
وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ
* وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ...}([396]).
مستشهداً بـ(عِيسَى) كواحد من أبناء
إبراهيم عليه السلام لأن مريم عليها السلام هي من وِلْدِ إبراهيم عليه السلام.
إنّ سعيد بن جبير قد عايَشَ مأساة
إمامه الحسين عليه السلام أيام كان تلميذاً صغيراً - في الرابعة عَشَرَة مِنْ عمره
- يطلب العلم في الكوفة، وكان لواقعة الطف الأثر الكبير في جيل سعيد وتوجههم
الديني المنضبط حيث جعلته لا يترك قراءة القرآن إلا مريضاً أو مسافراً([397]).
نماذج
مما رواه سعيد من الحديث الشريف
بين يدي القارئ بعض الروايات
المختارة من الحديث مما رواه سعيد لأدحض الافتراءات التي وُجِّهَتْ إلى سعيد مِنْ
قِبَلِ مَنْ حاول التقليل من شأنه وتضعيفه كمُحَدِّث، وأترك الكثير مما روي عند
أهل المسانيد المعتبرة مسنوداً إلى سعيد عن شيوخه بانتظار من يحقق هذه الروايات في
كتاب مُـميّز فيما رواه سعيد.