اسم الکتاب : سعيد بن جبير: شيخ التابعين وإمام القراء المؤلف : البياتي، سلام محمد علي الجزء : 1 صفحة : 110
(نماذج من
القراءات المقارنة)
بعدما تبين لنا دور سعيد في نشوء علم
القراءات وما تشعب عنه من علوم لغوية؛ نحاول في هذا الباب أن نضع بين يدي القارئ
جزءاً يسيراً من هذه الثروة اللغوية التي حفظها لنا اللغويّون والنقاد من الضياع
ليطلع بنفسه على تطور لغة العرب القرآن ليتأكد من خطأ الرأي القائل بأن (علم فقه
اللغة العربية) علم ابتكره المتأخرون وأنهم أول من ابتكر الدراسات المقارنة في
اللغة العربية.
من هذه النماذج ما ورد عن سعيد بن
جبير في قوله تعالى: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ
إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}([312]).
قرأها سعيد بن جبير (...مِنْ أفاضَ
الناسِ...) قال ابن خالويه - النحوي - في شرح هذه القراءة: يعني آدمَ عُهِدَ إليه
فنسي([313]).
ومن سورة آل عمران قوله تعالى: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ
يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ
لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا
رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ
تَدْرُسُونَ}([314])، قرأها سعيد بن جبير (بِما كُنْتُمْ
تَعَلَّمُونَ الكِتابَ) بفتح التاء والتشديد، وعنه أيضاً (...بِما كُنْتُمْ
تَدَرَّسُونَ) بفتح التاء والتشديد، وقرأها ابن حيوة (... بِما كُنْتُمْ
تَدَرَّسُونَ)([315]).