وقد أعلن ذلك الشبه الإمام علي عليه السلام مراراً فقال عليه السلام: (مَن سَرََّه أن يَنْظر إلى أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما بين عنقه وثغره فلينظر إلى الحسن عليه السلام ومَن سََرَّه أن يَنْظر إلى أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى كعبه خلقاً ولوناً فلينظر إلى الحسين بن علي عليه السلام) ([16]).

وهذا الشبه له سرٌ ودلالات وهو السبب الذي دَفَع أنس بن مالك إلى الرَد على عبيد الله بن زياد عندما جيئ بالرأس المقدس إلى مجلسه في الكوفة في طست لما رأى قضيب ابن زياد يعلو ثنايا أبي عبد الله عليه السلام فجعل ينكت فيها بقضيب في يده وقال في حسنه شيئاً عندها قال أنس: (كان أشبههم برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم)([17]).

كذلك كان عليه السلام يشبه أباه في الشجاعة والإقدام وقد اشترك في كل معارك أبيه عليه السلام الجمل وصفين والنهروان وكان البطل المقدام الذي تهابه الفرسان وقد صرح الإمام علي عليه السلام بذلك فقال عليه السلام (وأشبه أهلي بيَّ الحسين) ([18]).

[16] المعجم الكبير للطبراني بإسناده عن أبي مريم: 3/95 ح271, مختصر تاريخ دمشق: 3/124.

[17] صحيح البخاري: 2/22 ح3748, مسند أحمد بن حنبل: 1/99, ترجمة الإمام الحسين المطبوع لابن عساكر: 48.

[18] أسد الغابة, ابن الأثير: 2/13, مختصر تاريخ دمشق: 7/128.