تحليل النص: أشار الإمام عليه السلام إلى أصل قرآني أدَّبَ الله به عباده المؤمنين على لسان عبده الصالح حيث أقام الجدار الذي كان للغلامين اليتيمين في المدينة معللاً بأن (كان أبوهما صالحاً) فلصلاح أبيهما استحق الغلامان تلك الخدمة من الخضر عليه السلام.

قال المقريزي: إذا صَحَّ أنَّ الله سبحانه قد حفظ غلامين لصلاح أبيهما فيكون قد حفظ الأعقاب برعاية الأسلاف وإن طالت الأحقاب ومن ذلك ماجاء في الأثر: إنَّ حمام الحرم من حمامتين عشعشتا على فم الغار الذي اختفى فيه رسوله الله صلى الله عليه وآله وسلم فلذلك حرَّمَ حمام الحرم وإن كان كذلك محمد صلى الله عليه وآله وسلم أحرى وأولى وأحق وأجدر أن يحفظ الله تعالى ذريته، فإنَّه إمام الصلحاء، وماأصلح الله فساد خلقه إلا به، ومن جملة حفظ الله تعالى لأولاد فاطمة (عليها السلام)([462])، ولكنَّ أهل البيت (عليهم السلام) الذين ينتسبون إلى النبي الأعظم بصريح القرآن وقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لم يهتم بهم المسلمون فما أعجلهم بعد أن انتقل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلى الرفيق الأعلى حتى عدوا عليهم وضيعوا حقوقهم فكان أول عمل هو إحراق دار بضعة المصطفى فاطمة (عليها السلام) التي يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها، ثم قتل علي عليه

[462] خلاصة الكلام: 86.