responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاربعين: وفلسفة المشي الى الحسين عليه السلام المؤلف : الصمياني، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 143

بهيم على جبل يسمى مزدلفة؟ ثم لماذا يتقاتل الناس بعد ذلك من أجل رمي هذه الحصاة على اسطوانة صغيرة؟ ولماذا يطوفون حول الحجارة؟ ولماذا يركضون ويهرولون بين نقطتين دون بقية النقاط الأخرى؟ بل لماذا الهرولة أصلاً ولماذا لا يمشي هؤلاء مشياً عادياً؟ وهناك ما شاء الله من الأسئلة التي سوف يسألها هؤلاء وهم ينظرون إلى أعمال الحجاج في موسم الحج الأكبر.

ولكن كل هذه الأسئلة إنما تأتي لأنّهم لم يعرفوا أو يتعرفوا على أسرار هذه المناسك وماهية هذه العبادات وما تمثله هذه الحصى وما تعنيه تلك الأسطوانة والى ماذا ترمز هذه الأحجار التي يطاف عليها وما إلى ذاك من فوائد الحج العظيمة.

وبعقيدتي لو يعلم هؤلاء فلسفة الحج لما سألوا ومثل هذا المعترض لو يعلم فلسفة هذه اليد التي توضع على الرأس حزناً وتوجعاً لما نزل بسيد شباب اهل الجنّة لما اعترض، ولو عَلِمَ أن هذه الصدور التي يلطم عليها تألماً وتأسفاً إنما هي مواساتهم لذلك الصدر بل وتلك الصدور الطواهر التي داستها الخيل على رمضاء كربلاء وقد كانت قبل فترة من الزمن موطن ومكان تقبيل شفتي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما اعترض، ولو علم أن هذا المشي وهذه الأقدام التي يخطوها هؤلاء المحبون والعاشقون للحسين عليه السلام إنما هي صورة من صور المواساة القليلة في حق أهل البيت عليهم السلام الذين مشوا كل هذه المسافات الطويلة في الأسر مع النساء والأطفال والأيتام وهم عترة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وسلالة المختار لما اعترض.


اسم الکتاب : الاربعين: وفلسفة المشي الى الحسين عليه السلام المؤلف : الصمياني، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 143
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست