ألصقت هذه التهمة بالمختار عندما أرسل إبراهيم بن مالك الأشتر لقتال عبيد
الله بن زياد حيث التقى إبراهيم مع جيش الشام في معركة فاصلة أدت إلى هزيمة منكرة
لجيش الشام قتل على أثرها عبيد الله بن زياد، والحصين ابن نمير السكوني، وشرحبيل
بن ذي الكلاع الحميري ([1393])،
ويبدو أن هذا الأمر لم يرق للبعض لذلك ألصقوا بالمختار رواية غريبة وتصرفاً لا
يصدر منه، أنّ المختار أوهم الناس بأن الملائكة تقاتل معه فعمل على تهيئة بعض
الحمام الأبيض وطلب من خاصته أن يطلقوه أثناء المعركة، فذكر المبرد ([1394]) «ودفع-
أي المختار- إلى قوم من خاصته حماماً بيضاً ضخاماً، وقال إن رأيتم الأمر لنا
فدعوها، وأن رأيتم الأمر علينا فأرسلوها، وقال للناس: أن استقمتم فبنصر الله، وإن
حصتم حيصة فإني أجد في محكم الكتاب، وفي اليقين والصواب، أن
[1392]- ابن أبي الدنيا، عبد الله بن محمد بن عبيد
(281هـ-884م)، مكارم الأخلاق، تحقيق: مجدي السيد إبراهيم، مكتبة القرآن، القاهرة، د.
ت، ص143.