اسم الکتاب : شخصية المختار الثقفي عند المؤرخين القدامى المؤلف : الغزي، سالم لذيذ والي الجزء : 1 صفحة : 414
فكر وآراء ومن الصعب السيطرة عليها
لاسيما إذا كان الشخص كذاباً أو مدعياً، والأمر المؤكد أنّ الكتاب الذي أرسل إلى الأحنف
حدث فيه تلاعب كبير في ألفاظه وتأويله هدفه النيل من شخصية المختار الذي وقف بوجه
الأمويين والزبيريين على حدٍ سواء.
ثانيا: تهمة نزول الوحي جبريل عليه
أسند أعداء المختار تهمة النبوة إليه فزعموا أنّه ادعى نزول الوحي عليه أو
جلوس جبريل لجانبه، وتبعاً لذلك أسهبت بعض المصادر التاريخية في ذلك، فوردت
روايتان عن أحمد بن حنبل وأربع روايات عن البلاذري بهذا الشأن:
الرواية الأولى: ذكرها أحمد بن حنبل: ([1296]) بسنده
«حدثنا يونس بن محمد، قال حدثنا عبد الله بن ميسرة أبو ليلى...قال رفاعة البجلي
دخلت على المختار بن أبي عبيد قصره فسمعته يقول: ما قام جبريل إلا من عندي قبل،
قال فهممت أن أضرب عنقه، فذكرت حديثاً حدثنياه سليمان بن صرد، عن النبي (صلى الله
عليه واله وسلم) أن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) ويقول: إذا أمنك الرجل على
دمه، فلا تقتله قال وكان قد أمنني على دمه فكرهت دمه».
الرواية الثانية: جاء بها أحمد بن حنبل ([1297]) بسنده
عن «السدي عن رفاعة
[1296]- أحمد بن حنبل (ت: 241هـ- 855م)، مسند الإمام
أحمد بن حنبل، تحقيق: شعيب الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة، بيروت، 2008م، ج45، ص184.