يراها فقدت منذ خلافة آل علي، وهو ما أشار إليه مؤرخ محدث آخر([857]) فقال: «وأخمدت أكبر الحركات الثورية، التي رمت إلى نصرة عصبة بني هاشم، فبعد مقتل المختار أصبح هؤلاء لا حول لهم ولا طول...».، وعَدَّ هذا المؤرخ كذلك انتصار مصعب بن الزبير انتصاراً على الشيعة([858]).

يتضح من خلال ما تقدم صلة المختار بالشيعة بشكل عام والعلويين بشكل خاص فضلاً عن برنامجه السياسي والإصلاحي لإرجاع الأمور إلى نصابها الصحيح في تحقيق العدالة الاجتماعية. ويتبين كذلك من آراء المؤرخين في سيرته أنه كان على محبة ووئام مع الناس لكن تجرده للقصاص من قتلة آل البيت أثار غضب وحفيظة كل من له صلة ببني أمية وآل الزبير وأعوانهم.

ثانياً: النظام الإداري للدولة

ما إن خضعت الكوفة لسيطرة المختار بن أبي عبيد الثقفي حتى عقد الرايات لولاته وعماله على الولايات والمدن التابعة لدولته حيث أصبح ما كان تابعاً للكوفة إدارياً في الشرق والجزيرة الفراتية تحت سيطرته وبالشكل التالي:

1- أرمينية وهمدان

أرمينية أسم لصقع عظيم واسع في جهة الشمال الشرقي للعراق، وهي أرمينيتان الكبرى وتضم خلاط([859]) ونواحيها، والصغرى وتضم تفليس([860])

[857]- عبد المنعم ماجد، التاريخ السياسي، ج2، ص124.

[858]- عبد المنعم ماجد، التاريخ السياسي، ج2، ص125.

[859]- وهي مدينة عامرة ذات خيرات واسعة وثمار يانعة، وهي قصبة أرمينية الوسطى، توجد فيها بحيرة تعد من عجائب الدنيا. ينظر: ياقوت الحموي، معجم البلدان، ج2، ص380-381.

[860]- وهي قصبة ناحية جرزان من بلاد الأرمن، وهي مدينة قديمة أزلية في وسطها نهر يقال له الكر يصب في البحر وعليها سور عظيم أفتتحها المسلمون في خلافة عثمان بن عفان. ينظر: ياقوت الحموي، معجم البلدان، ج2، ص35-37.