responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شخصية المختار الثقفي عند المؤرخين القدامى المؤلف : الغزي، سالم لذيذ والي    الجزء : 1  صفحة : 209

يتضح من شروط المختار الآنفة الذكر مدى قوة شخصيته وسعة نفوذه وحاجة الآخرين إليه، وإن لم تكن مكانة المختار بهذا الشكل فكيف يتسنى له أن تكون بيعته على هذه الشروط، والتي وجد ابن الزبير نفسه مضطراً لقبولها، فقد ذكر أنّ المختار قال: «والله إنه إلي لأحوج مني إليه»([632]) ثم أوضح قدرته على قيادة الناس فصرح «إن سمع مني وقبل عني كفيته أمر الناس»([633]).

ويبدو أنّ شجاعة المختار وقدراته لم تكن خافية على ابن الزبير الذي كان بحاجة ماسة له لمعرفته المسبقة بأن المواجهة بينه وبين الأمويين على وشك الوقوع، وهو ما يفسر قبول ابن الزبير بيعة المختار المشروطة التي لم تشر المصادر التاريخية أن ابن الزبير قد قبل مثلها.

ثانياً: قتال المختار مع عبد الله بن الزبير

لعب المختار دوراً مهماً ومحورياً في قتال الأمويين إلى جانب ابن الزبير دفاعاً عن البيت الحرام منذ بيعته له، فقد كان موقفه حازماً وجريئاً مع الوفد الذي أرسله يزيد بن معاوية إلى أخذ البيعة له من ابن الزبير، وكان من ضمن الوفد عبد الله بن عضاة الذي هدد وتوعد ابن الزبير وأهل مكة وقال: «وأقسم بالله صادقاً لتبايعن يزيد طائعاً أوكارهاً أو لتعرفني في هذه البطحاء وفي يدي راية الاشعريين»..([634]) ولم ينتهِ من قوله هذا حتى انبرى إليه المختار ابن


[632] - البلاذري، جمل من أنساب الأشراف، ج6، ص38.

[633] - البلاذري، جمل من أنساب الأشراف، ج6، ص 38؛ ينظر: الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج5، ص386.

[634] - ابن أعثم الكوفي، كتاب الفتوح، ج5، ص152.

اسم الکتاب : شخصية المختار الثقفي عند المؤرخين القدامى المؤلف : الغزي، سالم لذيذ والي    الجزء : 1  صفحة : 209
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست