responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : استنطاق آية الغار واشكالية التنصيص الحديثي بين التثنية والتثليث المؤلف : الحسني، نبيل قدوري حسن    الجزء : 1  صفحة : 60

فأما الحالة الأولى: وهي انحصار حزن أبي بكر على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقط

فسببها: أن يكون أبو بكر حزينا وخائفا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقط دون أن يخالطه خوف على نفسه كما يزعمون، وهنا يلزم أن يكون رد النبي صلى الله عليه وآله وسلم مقابل هذا الحزن الذي تمالك كل إحساس أبي بكر، هو قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لا تحزن إن الله معي»، أي: لأن خوفك وحزنك عليّ فلا تحزن علي ولا تخف إن الله معي، لكن القرآن يبدد هذه الحالة وجاء بحالة مخالفة كما هو واضح في آية الغار. فقال: (إن الله معنا) ولم يقل (معي).

وأما الحالة الثانية: وهي انحصار حزن أبي بكر لله تعالى فقط

وسبب هذه الحالة هي: أن يكون خوف أبي بكر وحزنه لله تعالى، لا خوفا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أو على نفسه، كما يزعم الحلبي بقوله: «إن نهي النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأبي بكر بقوله: «لا تحزن» إنما كان تأنيسا وتبشيرا لأبي بكر»([93]).

وهذا القول يلزم أن يكون حزنه لله كي يتحقق التبشير والتأنيس، وعندها يقتضي المقام بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأبي بكر: «لا تحزن إن الله معك» لأن حزنك لله وفي سبيل الله، فالله معك.

ومثال هذه الحالة حينما يخرج المسلم للجهاد وقد أخذ أهله بتوديعه كي يشدوا من عزمه ويصبّروه على ما هو قادم عليه فيقولون له: «إن الله معك» لأن حزنه وخوفه لله فيقال له بهذه العبارة لكي يأنس ويستبشر!.


[93] السيرة الحلبية: ج2، ص38.

اسم الکتاب : استنطاق آية الغار واشكالية التنصيص الحديثي بين التثنية والتثليث المؤلف : الحسني، نبيل قدوري حسن    الجزء : 1  صفحة : 60
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست