الذي حدّده (ياوس) بين الشفرة الأولية، والشفرة الثانوية في جمالية التلقّي، وبفعل الوظيفة الجمالية ومسافتها، والعلاقة بين البِنية والنَّسيج بوصف النّص يعني النَّسيج نفسه !، إذ يُفهم، ويُقيّم من خلالها - البِنية - كلّ عمل أدبيّ، ونادى بها (ديفد دتيشز) في أثناء دراسته الشعرية في بحثه النقد الجديد ([114]).

إنّ طبيعة وجهات النظر النقدية الآنفة، وحال التأمّلات النّصيّة السابقة، لو أمعنّا النظر، ودقّقناه فيها، لوجدنا أنّها لم تحدّد ملامح معيّنة خاصّة تتشكّل بها صورة النَّسيج وتصدق عليه، أو أنّه ينغلق بقيودها !، إذْ إنّها لم تعطِ مثالاً تطبيقيّاً واحداً يبيّن أين يكمن النَّسيج فيه ؟!، بل أنّ أصحاب هذه الوجهات أبقوا أبوابه مُفتَّحة تجاه زمكانية النّص الحاضر والمستقبل، وبدرجاتهما القريبة والبعيدة.

وعلى أساس سعة مسألته، وبحسب ما تقدّم ! قصدت الدراسة في اختيار ملامح جمالية النَّسيج المهيمن في نصوص نثر الإمام الحُسَين (عليه السلام)، بما رأته فيه من اكتناز جماليٍّ، يظهر علاقته اللفظية مع هدف مضمون الغرض المركزيّ في النّص، الذي جاء التعبير حاملاً إيّاه.

[114] - ينظر: شعرية الخبر: فريال جبوري غزول (بحث): 191، وينظر: جمالية التلقي والتواصل: هانز روبير ياوس (بحث): 106- 112، وينظر: النقد الجديد: ديفد ديتشز (بحث): 65، وينظر: معجم السيميائيات: 137.