responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نثر الامام الحسین علیه السلام المؤلف : الجديع، حيدر محمود    الجزء : 1  صفحة : 277

المنفردة، نداؤه الأخير بعد أن فُجِعَ بأهل بيته، وولده، ولم يبقَ غيره، وغير النّساء، والأطفال، وغير وَلَدِهِ المريض زين العابدين وسيّد الساجدين !، فقال:

>هَلْ مِنْ ذَابٍّ يَذُبُّ عَنْ حُرَمِ رَسُولِ اللهِ ؟، (فاصلة مفردة)

هَلْ مِنْ مُوَحِّدٍ يَخَافُ اللهَ فِيْنَا ؟،

هَلْ مِنْ مُغِيْثٍ يَرْجُو اللهَ فِي إِغَاثَتِنَا ؟،

هَلْ مِنْ مُعِينٍ يَرْجُو مَا عِنْدَ اللهِ فِي إِعَانَتِنَا ؟<([369]).

نلحظ أنّ الفاصلة الأولى من فاصلات فقرات النّص، قد جاءت منفردة، وهي (رَسُولِ اللهِ)، إذْ أقحمها الإمام قدّام الفاصلات الموحّدة في رويها، وتنغيم إيقاعها الحزين، لينبئ بها إلى المتلقي، أنّ النداء صادر من جهةٍ تنتسب إلى (رسول الله)، والنساء، والأطفال هم نسلُه، وذريتُه، والنتيجة هم أحقّ بالنّصرة، والعون، والإغاثة من غيرهم، وعلى الرغم من إقحام هذه الفاصلة في النّص، فإنّ إيقاعه العام لم يتأثر، لأن ّصوت (الهاء) الذي جاء رويها، هو قريب بحفيف رخاوته إلى صوت (النون) المتوسط، فضلاً على ما أداه أسلوب الاِستفهام مرات تكراره الخمسة، من إيقاعٍ تكاتف مع بِنية فاصلات فقرات النّص كلّها، وفيها تتجلى منيرة جمالية إقحام الإمام الفاصلة المنفردة فيه.

ومن النماذج الأُخَر في هذا القسم كذلك، قوله في تسليمه المطلق لله


[369]- موسوعة كلماته: 1/ 572.

اسم الکتاب : نثر الامام الحسین علیه السلام المؤلف : الجديع، حيدر محمود    الجزء : 1  صفحة : 277
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست