responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نثر الامام الحسین علیه السلام المؤلف : الجديع، حيدر محمود    الجزء : 1  صفحة : 237

والإضافة معه!، فشكّلا تناغماً إيقاعياً متآخياً، مع توارد تَكرار صوت حرف (الواو) العاطفة، والمستأنفة، والفاعلة التي تدلّ على الاِنضمام والالتمام الجمعيّ في دلالة صورتها المكتوبة، والحال هي مع صوت حرف(الهاء)، في الإضافة بموقعه اتصالاً، وانفصالاً، أعطت معنىً رمزياً علاماتياً، لمفهوم الوحدة، والاِئتلاف بهيأة شكل رسمها، مع احتفاظها بصوتها الهادئ المتوسط الجهر الموائم، لشفرة غرض الإيجاز المكتَّم، ووظيفتها الإشارية إلى متعلق المذكور، وقرينة المحذوف امتزاجاً مع مطلب السياق، والتعاقب مع العطف تَناسَقَ التركيبُ نحو التواصل، والاِلتقاء في قارة الدلالة المركزية.

وأسّس الاِلتفات في هندسة بنية نص الكتاب، عنصراً إيقاعياً حاضراً بديلاً عن غياب الفاصلة، التي أضمرها الكتم ! وفي نفسه مرآة عاكسة شخصية الإمام (عليه السلام)، في إقدام

إيراد المواقف الصعبة، وإقحام الوقائع العظيمة، إذ لا يقتحمها غيره، ويُقْدم عليها سواه، فلُقِّبَ هذا الأسلوب بـ(شجاعة العربية)، لأنّه أمير جنود علوم البلاغة، وأجلُّها، والواسطة في عقودها، وقلائدها ([330])، وكثرت التقابلات التي تزاوجت مع المؤكّدات منجبة إيقاعاً باراً للفاصلة أيضاً، وسَبْكاً رُؤيوياً حنوناً لكيمياء المضمون الرئيس، فنصُّ الكتابِ إذاً هو بحقّ مُوَجَّز مُكَتَّم، ولا نبالغ إذا أسميناه بـ(النّصِ الجَامِعِ المُؤسِّسِ).



[330]- ينظر: الطِّراز: 2/ 70.

اسم الکتاب : نثر الامام الحسین علیه السلام المؤلف : الجديع، حيدر محمود    الجزء : 1  صفحة : 237
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست