اسم الکتاب : نثر الامام الحسین علیه السلام المؤلف : الجديع، حيدر محمود الجزء : 1 صفحة : 17
عصرهم؛ وهو (الجمال الحقُّ ؛ والحقُّ الجمال) إذ يحمل اِحتمالين كما يبدو؛ فالأول:
يخصّ أصل الجمال ومحض نفسه، الذي لا يطيقه العقل البشريّ بمحدوديته([4])، والثاني ؛ غائية وجوده في نُظُمِ التعامل
الإنساني في الحياة بوصفهِ حتى فوق الحقّ نفسِه أيضاً. فَبِهِ تتحقّق سعادة
الإنسان ومسرّته من حيث النظرة إلى الحياة ، والنظرة إلى الفنّ ، بوجود الجمالية
التأمليّة في معالجة الخبْرة بالفكرة بوصفها مكوّن الاستمتاع الجماليّ بروحية الفنّ
كذلك، ومن ثمّ الاتجاه الإجرائي العلميّ في النقد الأدبيّ بفعل ارتباط الجمالية بهِ
وغايته في اكتشاف تبلور عناصرها في العمل الإبداعيّ الأدبيّ حتّى غدا اِصطلاح (الجمالية)
يصدق على مجموعة معينة من الأفكار القائمة على شيء من التناسق، من خلال أفرادٍ
كانوا يشبهون بعضهم فكراً وقولاً وكتابةً، ويجمعهم هدف مشترك واحد، أُطلق عليه
(الاشتراك الجماليّ)([5]) فيما بعد.
فاستقرّت (الجمالية) مفهوماً ذهنياً
وتجريداً مجسّداً لمعالجة شيء له وجوده الموضوعيّ، تقترب بمعالجتها هذه من دقّة
التحديد ونقاء التجسيد، كلّما ازدادت الخبرة الجمالية وتعمّقت عند الناقد المعالج،
وعلى وفق هذا فإِنّ محاكاتهِ النصوص الأدبية بأجناسها المتعدّدة وأنماطها المتنوّعة،
لها الشأن الأكبر في بلورة الخبرة الكاشفة لشبكة العلاقات المتشكّلة في البِنية