responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الحسين بن علي في الشعر العراقي الحديث المؤلف : يوسف، علي حسين    الجزء : 1  صفحة : 40

نظمت خلال هذه السنوات الخمسين يسمح بالقول: إنَّ تلك المراثي كانت كالبوتقة التي انصهر فيها الماضي بالحاضر.

وليس من المستبعد أن يشعر القارئ لمراثي السيد مهدي الطالقاني، و الشيخ كاظم آل نوح، و عبد الحسين الحويزي، وكاظم سبتي، والسيد رضا الموسوي الهندي، وقاسم حسن محيي الدين، وباقر حبيب الخفاجي، وكأنَّه يقرأ مراثيَ للكميت، أو الشريف الرضي، أو السيد حيدر الحلي، فربما تشابهت الأفكار، والأخيلة، والأساليب على الرغم من تباين الظروف، فلا ننسى أنَّ لشعراء الشيعة مدرسة خاصة تميزت بالنفس العربي الخالص، وضع ركائزها، وشيَّد أركانها شعراء كبار أمثال: الكميت الأسدي، ودعبل الخزاعي، والشريف الرضي، واستمرت في العطاء إلى يومنا هذا، فلا غرابة بعد ذلك من وجود هذه التقاربات الموضوعية والفنية بين شعرائها([83]).

وفي الوقت نفسه، فإنَّ الدليل لا يعوزنا في وجود عشرات المراثي في هذه الحقبة، التي كان للحاضر صداه الكبير في تعابيرها، وصورها، وأساليبها، لكن الشعراء في كلتا الحالين كانوا يعبرون عن إيمانهم بمبادئ الثورة الحسينية، وسيتضح ذلك أكثر في الفصل الثاني من هذا الباب.

وإذا كانت المراثي الحسينية في النصف الأول من القرن العشرين تمثل امتداداً لما سبقها من مراثٍ في القرون الماضية، والقرن التاسع عشر خاصة، فإنَّ ذلك يمكن أن يكون نتيجة طبيعية للتقارب الزمني بين الحقبتين، وامتداد الثقافة


[83] ينظر: لغة الشعر بين جيلين: 25.

اسم الکتاب : الإمام الحسين بن علي في الشعر العراقي الحديث المؤلف : يوسف، علي حسين    الجزء : 1  صفحة : 40
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست