responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الحسين بن علي في الشعر العراقي الحديث المؤلف : يوسف، علي حسين    الجزء : 1  صفحة : 204

(من البسيط)

تبدو له طلعة غرَّاء مشرقةٌ

على السنان وشيب بالدما شرقُ

فما رأى ناظرٌ من قبل طلعته

بدراً له من أنابيب القنا أفقُ

فانسيابية التعبير، ووضوح الجرس في (غراء مشرقة)، و (من قبل طلعته) (مستفعلن فعلن) جعل المعنى يتدفق بوضوح في أذن المتلقي.

أما بحرا الخفيف والرمل، فقد تميَّزا بوضوح النغم، وخفَّة الموسيقى، وانسيابية الأنغام، مما جعل المراثي التي نظمت عليهما تمتاز بالحزن الذي يخلو من الصخب والحماسة، من ذلك قول السيد محمد جمال الهاشمي([547]): (من الخفيف)

أبّني أيها العيون فما أشـ

ـرف من ادمع على السبط تسجمْ

واذكري يومه العظيم وهل تلـ

ـقين يوماً من وقعة الطف اعظمْ؟

واسألي كربلا: لماذا قضى ظمـ

ـآن والعلقمي بالماء مفعمْ؟

ولماذا رضَّت أضالعه الخيـ

ـل ولمْ صدره الزكي تهشمْ؟

إنَّ المرونة التي اتسمت بها الوحدتان (فاعلاتن، ومستفعلن) أكسبت الأبيات موسيقى متدفقة بهدوء واضح، فجاءت منسجمة الأطراف، متشحة بالحزن والتفجع.

أما بحور (الوافر والمتقارب والسريع والرجز والمديد والمنسرح، والبحور المجزوءة) فلم يكن لها نصيب واضح في مراثي الإمام، بل إنَّ من البحور ما لم يعثر الباحث على شيء نظم فيها، كالهزج والمجتث، والمقتضب، والمضارع.


[547] مع النبي وآله: 188.

اسم الکتاب : الإمام الحسين بن علي في الشعر العراقي الحديث المؤلف : يوسف، علي حسين    الجزء : 1  صفحة : 204
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست