responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الحسين بن علي في الشعر العراقي الحديث المؤلف : يوسف، علي حسين    الجزء : 1  صفحة : 192

ما كان للأحرار إلا قدوةً

بطلٌ توسَّد في الطفوف قتيلا

بعثتهُ أسفارُ الحقائقِِ آيةً

لا تقبل التفسيرَ والتأويلا

ما زال يقرأُها الزمان معظماًُ

من شأنها ويعيدها ترتيلا

إنَّ الصور الجزئية (بعثته أسفار الحقائق آية)، و (ما زال يقرؤها الزمان معظماً) كونت صورة ذهنية مكتملة ومجسدة لحقيقة الشخصية الحسينية، فجاءت متوهجة بالجمال ناقلة للحقائق من طبيعتها المألوفة إلى عالم من السمو الروحي، تجلى في ترتيل الزمان معظماً لآية الخلود المحمدي التي تمثلت بالإمام الحسين (عليه السلام). والملاحظ أنَّ الصور الذهنية في مراثي الإمام الحسين (عليه السلام) كثيراً ما وظفت لوصف شخصه الكريم لما حازه من الفضل والسبق ما أعجز الشعراء عن الوقوف على أسرار تلك الشخصية، يقول عبد الحميد السماوي([507]): (من الكامل)

وقفت بموكبك الحياة وسجلت

لك في جبين الدهر رمزاً خالدا

وتنهدت لك عن غرام صامت

لما رأتك إلى المنيَّة ناهدا

ضلت مقاييس العقول ولم تزل

ما بين أمواج الحقيقة صامدا

بَسَمتْ لمطلعها فكنت لها فماً

وهوت لمصرعها فكنت لها فدا

لقد أجاد الشاعر في رسم صورتين تعاضدتا في الارتقاء لمحاكاة العظمة الحسينية، فالولوج إلى عالم الروح المنحنية إجلالاً لسيد الشهداء وهي تصارع لأجله قطبي الوجود: الحياة والموت لم يتضح إلا بعد أن رسم الشاعر لوحته الثانية حينما وقف بريشته على ضفاف الحقيقة لرسم أمواجها، وهي تلقف العقول التي


[507] ديوان السماوي: 368 .

اسم الکتاب : الإمام الحسين بن علي في الشعر العراقي الحديث المؤلف : يوسف، علي حسين    الجزء : 1  صفحة : 192
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست