responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الحسين بن علي في الشعر العراقي الحديث المؤلف : يوسف، علي حسين    الجزء : 1  صفحة : 159

لاقيت رزءك غير مكتئب

أشدو وأنت السرَّ في طربي

وذهبت من ذكراك منتشياً

في سكرة كادت تطوّح بي

مولاي: إنَّ الناس قد جهلوا

من قُدْس يومك غيْبه الذهبي

فالشاعر في هذه المقدمة أدار دفَّة الرثاء من الحزن والبكاء إلى حالة من النشوة الروحيَّة الملائمة لجوهر القداسة الحسيني، وتكاد هذه الميزة تكون عامة في المراثي الحسينيَّة التي ابتدأها الشعراء بالمناجاة، فغلبة الطابع التأملي الهادئ يطغى على المرثيَّة كلها من المقدمة إلى الخاتمة، ويرى الباحث أنَّ تفسير ذلك يعود إلى النظرة الفلسفيَّة عند هؤلاء الشعراء للقضيَّة الحسينيَّة، فلم يعد الإمام الحسين (عليه السلام) عندهم موضع حزن وتفجع، بل رمز يختزل كل المعاني السامية الذي قد يصعب الوصول إلى تحقيقها. ويقول محمد مهدي الجواهري في مقدمة عينيَّته الحسينيَّة([394]): (من المتقارب)

فداءٌ لمثواك من مضجعِ

تنوَّر بالأبلج الأروعِ

يا عبقَ من نفحات الجنا

نِ روحاً ومن مسكها أضوع

ورعياً ليومك يوم الطفوف

وسقياً لأرضك من مصرعِ

وحزناً عليك بحبس النفوس

على نهجك النيِّر المهيعِ

لقد جمع الجواهري بين جمال الصورة الفنيَّة، وعمق الفكرة الفلسفيَّة في هذه المقدمة، ولاسيما في قوله: (وحزناً عليك بحبس النفوس) التي اختزلت كل معاني التأثر، إذ جاء معبراً عن أسمى درجات الحزن، وأعمق دلالات العزاء الروحي، " ومن هنا كانت هذه القصيدة نقطة مضيئة في شعر الرثاء الديني الذي


[394] ديوان الجواهري: 3 / 233.

اسم الکتاب : الإمام الحسين بن علي في الشعر العراقي الحديث المؤلف : يوسف، علي حسين    الجزء : 1  صفحة : 159
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست