responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سبايا آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم المؤلف : الحسني ، نبيل    الجزء : 1  صفحة : 96

المسألة الثانية: المشيئة التشريعية والمشيئة التكوينية

بقي أن نورد ما يتعلق بالمشيئة وأنها في حقيقة تكوينها تنقسم إلى (المشيئة التشريعية و(المشيئة التكوينية) واللتين يتضح بهما معنى قول الإمام الحسين عليه السلام:

«قد شاء الله أن يراني قتيلاً، وقد شاء الله أن يراهن سبايا».

فنقول:

إن الله تعالى قد شاء أن يجعل الأرض دار اختبار وبلاء، وشاء أن يجعل فيها خليفة وأنبياء ورسلاً وأئمة، وشاء أن يجعل هذا الإنسان مكوناً من غرائز وشهوات وعقل وهذا وما شابهه كله من الإشاءة التكوينية.

وأما الإشاءة التشريعية: فهي أن الله تعالى قد شاء أن يعبد وحده لا شريك له، وأن يؤمن برسله وأنبيائه، وكتبه، وشاء سبحانه من عباده طاعة هؤلاء الأنبياء، وشاء أن فرض عليهم العبادات والمعاملات وشاء أن لا يظلم الإنسان الإنسان وشاء أن يتراحموا ويتباروا وغيرها من التشريعات الإلهية وكلها ضمن مشيئته سبحانه.

إلا أن الإنسان خلط بين المشيئة التكوينية والمشيئة التشريعية؛ كي يجد مبرراً وعذراً لا يقترفه من ذنوب ومعاصٍ وتعدٍ للحدود فيجعل وعلى سبيل المثال؛ القتل غرضاً للسرقة أو للوصول إلى السلطة ثم يقول لو شاء الله لم يقتل فلان أو لم أكن قاتلاً في حين أن الإنسان القاتل هو الذي شاء قتل أخيه بعد أن انقاد لشهواته وغرائزه؛ فالموت هنا: مشيئة تكوينية، لكن طريقة الموت وهو القتل

اسم الکتاب : سبايا آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم المؤلف : الحسني ، نبيل    الجزء : 1  صفحة : 96
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست