اسم الکتاب : سبايا آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم المؤلف : الحسني ، نبيل الجزء : 1 صفحة : 210
وبها معشر مسلمة
بألسنتهم، تعسا لرؤوسهم! ما دفعت عنه ضيما في حياته ولا عند مماته، حتى قبضته إليك
محمود النقيبة، طيب الضريبة، معروف المناقب، مشهور المذاهب، لم تأخذه فيك لومة
لائم، ولا عذل عاذل، هديته يا رب للإسلام صغيرا، وحمدت مناقبه كبيرا، ولم يزل
ناصحا لك ولرسولك صلى الله عليه وآله صلواتك عليه وآله حتى قبضته إليك، زاهدا في
الدنيا غير حريص عليها، راغبا في الآخرة مجاهدا لك في سبيلك، رضيته فاخترته،
وهديته إلى طريق مستقيم»([226]).
وهذه الكلمات قد احتضنت كثيراً من الحقائق التي ضمت حياة الإسلام منذ بعث
المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم والى يوم عاشوراء لا يسع المجال للاسهاب في
دلالاتها ففيها الكفاية لمن كان له قلب، وإلا أي منصف وبغض النظر عن معتقده وهو
ينظر في هذه الكلمات ولا يجد فيها ما نزل بعلي بن أبي طالب من الظلم من هذه الأمة
فضلاً عن بيان شخصه المتفرع من القرآن والسنة المحمدية.
الأثر الرابع
عشر: الأثر الإرشادي
يعد الأثر الإرشادي من أبرز الآثار ظهوراً في خروج بنات رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم وحرمه من كربلاء إلى الشام،وسبب هذا الظهور يعود إلى مجموعة
من العوامل:
1ــ الاختلاف في تفاعل المجتمعات عند رؤيتها لحرم آل محمد صلى الله عليه
وآله وسلم وهي تدخل عليها، فمنها ما كان متعاطفاً ومنها ما كان شامتا ومتشفيا ومنها
ما كان متجاهلاً أو جاهلاً.