responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سبايا آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم المؤلف : الحسني ، نبيل    الجزء : 1  صفحة : 207

ثالثا: التلازم بين حرمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحرمة أبنائه وذريته

بعد هذا الزلزال الذي أحدثته العقيلة زينب عليها السلام في أرض تلك القلوب المتحجرة تأتي السيدة أم كلثوم بأداة لعلاج تلك القلوب، وذلك من خلال بيان التلازم فيما بين حرمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحرمة أهل بيته وأبنائه وذريته فقالت عليها السلام:

«صه يا أهل الكوفة تقتلنا رجالكم، وتبكينا نساؤكم، فالحاكم بيننا وبينكم الله يوم فصل الخطاب. يا أهل الكوفة سوأة لكم، ما لكم خذلتم حسيناً وقتلتموه وانتهبتم أمواله، وسبيتم نساءه ونكبتموه، فتباً لكم وسحقاً، ويلكم أتدرون أي دواه دهتكم وأي وزر على ظهوركم حملتم، وأي دماء سفكتم وأي كريمة أصبتموها وأي صبية أسلمتموها وأي أموال انتهبتموها قتلتم خير الرجالات بعد النبي ونزعت الرحمة من قلوبكم ألا إن حزب الله هم المفلحون، وحزب الشيطان هم الخاسرون».

فضج الناس بالبكاء ونشرن النساء الشعور وخمشن الوجوه ولطمن الخدود ودعون بالويل والثبور فلم ير ذلك اليوم أكثر باك)([222]).

وهنا: نرى بوضوح حقيقة هذا التلازم في الحرمة بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم وذريته وما يرتبط بهم من أموال وممتلكات وأعراض التي فرضت حولها الشريعة الإسلامية حدوداً كثيرة توجب على المسلم الالتزام بها وعدم التعدي عليها.

(وَ مَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُون‌)([223]).


[222] مقتل الإمام الحسين عليه السلام للسيد المقرم: ص332؛ البحار: ج45، ص112؛ مثير الأحزان لابن نما الحلي: ص69؛ اللهوف للسيد ابن طاووس: ص91.

[223] سورة البقرة، الآية: 229.

اسم الکتاب : سبايا آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم المؤلف : الحسني ، نبيل    الجزء : 1  صفحة : 207
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست