responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين المؤلف : البلداوي، وسام    الجزء : 1  صفحة : 636

الحديث الثاني: لو كان بعدي نبي لكان عمر... وما في معناه

اقتضت خطة السلطة الحاكمة منذ استشهاد النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم على جعل إحدى أولوياتها الاهتمام بأمرين مهمين:

الأول: محاولة إنزال النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم من مرتبته العالية المرموقة الكاملة إلى مراتب أدنى فأدنى بحسب الطاقة والجهد، حتى يتساوى مع سائر الناس، وإذا أمكن أن يصير أقل شأنا من سائر الناس فبها ونعمت، لذلك جعلوه صلى الله عليه وآله وسلم يبدو في كتبهم يتصرف بتصرفات لا تنسجم مع تصرفات سائر الناس، فيبول واقفا، ويغضب ويسب ويلعن ويضرب من غير ذنب ولا استحقاق، ولا علم له بأبسط قواعد الحياة ومستلزمات المعيشة، كما في قصة تأبير النخل المكذوبة، ولا يعرف كيف يتصرف حيال ما يواجهه من مشاكل وصعوبات في أثناء دعوته للناس فيحتاج من يرشده ويشير عليه فينبري عمر بن الخطاب لتعليمه وإرشاده وينبري آخرون لتوضيح الأمور له وإفهامه، والشواهد على هذه الأمور كثيرة جدا.

الثاني: رفع رموز السلطة وجميع من يناصرهم ويؤيدهم من مراتبهم التي هي كسائر الناس إلى مراتب الأنبياء والرسل، وإعطاء الحصانة لجميع من عاصر النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، وإغلاق باب الأخذ والرد عليهم، وتعديلهم جملة وتفصيلا، وتبرير جميع ما صدر عنهم، ورمي من يتعرض لهم أو يحاول فهم حقيقة ما شجر بينهم، بالزندقة والبدعة والخروج عن الطاعة والجماعة، وإلصاق كل ما يمكن أن يخرجه من الدين ومن صف المسلمين ومن زمرة الموحدين به.

والحديث الذي نحن بصدد الكلام عنه داخل في ضمن كلا الأمرين، لأنه ينزل النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم من مستواه وعليائه، وكونه خامس الأنبياء من

اسم الکتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين المؤلف : البلداوي، وسام    الجزء : 1  صفحة : 636
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست