responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين المؤلف : البلداوي، وسام    الجزء : 1  صفحة : 629

أعلامهم بعدم سماع الحسن البصري من أبي بكرة، فالحديث مرسل، وما أرسله الحسن البصري لا يكون حجة.

فلهذه الأسباب وغيرها نمنع من صحة هذا الشاهد المكذوب وبه يرد على السخاوي ومحاولاته اليائسة في سبيل تصحيح حديث ابن عمر المكذوب (لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان أهل الأرض لرجح)([1265]).

خامسا: كيف يوضع النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع أبي بكر وغيره ويقاس في ميزان واحد؟

وفي هذا الحديث فاجعة كبيرة، إذ كيف يمكن أن يقاس النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم مع غيره، ويوزن في مقابل أبي بكر، فأين أبو بكر من النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فمهما قيل في حقه، ومهما ابتدع في فضله، ومهما ذكر من مآثره سواء كانت صادقة أو كاذبة، فان هذا كله لا يبرر ولا يجعل من أبي بكر عدلاً للنبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ولا يصيره أهلا لان يوضع في الميزان قبال النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، فالموازنة باطلة منذ الأساس، ولا يوجد وجه للقياس بين أبي بكر والنبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، ومجرد جعل أبي بكر وغيره بل الأمة جميعها مقابل النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو ظلم واضح لشخص النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، فالحديث وان ظن القوم بأنه يثبت فضيلة لأبي بكر إلا انه يثبت مثلبة اكبر وأعظم لشخص النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم إذ يجعله في معرض المساواة مع عامة أفراد الأمة.

ولعل هذه الموازنة غير المنصفة هي التي جعلت النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم يغضب بعد أن بين ذلك الشخص حلمه، وغضب النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم دليل على عدم دخول هذه الرؤية في الرؤيا الصالحة، وإذا لم تكن رؤيا صالحة كانت أضغاث أحلام لا غير.


[1265] تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ج 30 ص 126.

اسم الکتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين المؤلف : البلداوي، وسام    الجزء : 1  صفحة : 629
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست