responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين المؤلف : البلداوي، وسام    الجزء : 1  صفحة : 472

إضافة إلى وجود تصريح منقول من الحسن البصري المتوفى في سنة (110 للهجرة) يمكن أن يكون كاشفا وبوضوح عن مثل هذا الإجماع، فقد نقل عن الحسن البصري قوله: (لَيْسَ فِي النِّسَاء نَبِيَّة وَلا فِي الْجِنّ)([947])، ولم ينقل لقوله هذا مخالف قبله ولا بعده إلى زمن ابن حزم، فيكون القول بإجماع الأمة على عدم تحقق مرتبة النبوة بالنسبة للنساء هو المتعين، ويكون قول ابن حزم مخالفاً لهذا الإجماع، وما خالف إجماع الأمة يعرض عنه ولا يؤخذ به.

إضافة إلى كل ذلك فلو كان لقول ابن حزم مصداقية وحقيقة لما أهملت آيات القرآن الكريم والنصوص النبوية الشريفة هذا الأمر ولأوضحته وصرحت به، ولتم تداوله على ألسنة الصحابة والتابعين واشتهرت به أقوالهم؛ لأنه أمر لا يسكت عنه لو كان موجودا، لان القرآن والسنة والصحابة والتابعين قد نقلوا لنا أمورا اصغر من هذا واقل أهمية فكيف يهملون جميعا مثل هذا الأمر المهم والضروري.

2: لا يمكن الاعتماد على المعنى اللغوي بمفرده لإثبات نبوة النساء

ان محاولة ابن حزم الأندلسي الاستفادة من المعنى اللغوي لكلمة (نبي) لإثبات ان من (أعلمه الله عز وجل بما يكون قبل أن يكون أو أوحي إليه منبئا له بأمر ما فهو نبي) هي محاولة غير سديدة، لان المعاني اللغوية تختلف في كثير من الأحيان اختلافا كبيرا عن المعاني الشرعية، ولا يمكن الأخذ بالمعنى اللغوي مجردا عن النصوص الشرعية، فمعنى الصلاة لغة هي الدعاء، بينما المعنى الشرعي يختلف عن هذا اختلافا جذريا، فهي عبارة عن الهيئة المخصوصة المؤلفة من القراءة والركوع والسجود وغير ذلك من أركان الصلاة وواجباتها وشروطها وقيودها،


[947] فتح الباري لابن حجر ج6 ص339.

اسم الکتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين المؤلف : البلداوي، وسام    الجزء : 1  صفحة : 472
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست