responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين المؤلف : البلداوي، وسام    الجزء : 1  صفحة : 392

محاولة اخرى من الذهبي لتكذيب كلام الحاكم النيسابوري

واعترض الذهبي على قول الحاكم النيسابوري وقوله: (...وقد رواه عن أنس جماعة من أصحابه زيادة على ثلاثين نفسا، ثم صحت الرواية عن علي وأبي سعيد الخدري وسفينة)([801])،كما نقل ابن كثير في (البداية والنهاية) حيث قال: (قال شيخنا الحافظ الكبير أبو عبد الله الذهبي فصلهم بثقة يصح الإسناد إليه)([802]).

أي إن الذهبي ينكر وثاقة جميع الطرق والأسانيد التي جاءت عن طريق انس بن مالك، ويتحدى الحاكم النيسابوري أن ينقل حديث الطير من ثقة إلى ثقة إلى انس بن مالك، لان مثل هذا الطريق غير موجود باعتقاد الذهبي.

أقول: إن تحدي الذهبي للحاكم النيسابوري جاء بعد موت الحاكم بسنين طوال، لان الحاكم النيسابوري توفي في سنة (405 للهجرة)، بينما الذهبي مات في سنة (748 للهجرة)، ولو كان معاصرا له لما تجرأ على مثل هذا التحدي، لان الحاكم النيسابوري كان وباعتراف الذهبي في كتابه (تذكرة الحفاظ) قد: (اتفق له من التصانيف ما لعله يبلغ قريبا من الف جزء... وسائر الأئمة يقدمونه على أنفسهم ويراعون حق فضله ويعرفون له الحرمة الأكيدة... عاش حميدا ولم يخلف في وقته مثله...)([803])، فلو كان الذهبي قد تحداه في حياته لما عجز الحاكم النيسابوري عن الإتيان بعشرات الطرق الصحيحة عن انس بن مالك وغيره تصحح حديث الطائر المشوي وتكذب الذهبي، وترغم انف كل حاسد وشانئ.

إضافة إلى أننا قد ذكرنا لحديث الطائر المشوي فيما سبق طريقين ينتهي كل منهما إلى انس بن مالك وقد حققنا جميع رجال هذين السندين وأثبتنا وثاقة كل رجل منهم، وبه يندفع اعتراض الذهبي وتبطل حجته وينكشف ضعف تحديه.


[801] لسان الميزان لابن حجر ج 5 ص 57 ــ 58.

[802] البداية والنهاية لابن كثير ج 7 ص 387.

[803] تذكرة الحفاظ للذهبي ج 3 ص 1043 ــ 1045.

اسم الکتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين المؤلف : البلداوي، وسام    الجزء : 1  صفحة : 392
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست