responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين المؤلف : البلداوي، وسام    الجزء : 1  صفحة : 265

ليست لدى القدماء قواعد واضحة ومنهجية معلومة في الجرح والتعديل

قد وقع كل المتأخرين الذين انتصروا لمنهج المتقدمين في الجرح والتعديل في ورطة كبيرة، ومعضلة عظيمة، إذ وجدوا أنفسهم أمام إشكال كبير جدا، وهو ان المتقدمين من المحدثين وأهل الجرح والتعديل، لم يكن لديهم منهج محدد وواضح في التعامل مع الأحاديث النبوية.

ووجد المتأخرون أيضا أنفسهم أمام عدة مناهج متناقضة ومتضاربة للمتقدمين، فأحمد بن حنبل يقوي حديثا، ومسلم النيسابوري يضعفه، ومالك يصححه، والبخاري يرفضه، والترمذي يحسنه، وغيره يكذبه، ومن دون أن يبينوا في كثير من الأحيان سبب ردهم وتضعيفهم أو علة تأييدهم وتقويتهم.

فضلاً عن الاختلاف والتناقض في منهج المحدث الواحد، فنراه يرفض التدليس لكنه يخرج لمئات من المدلسين، ويضعف مجهول العدالة ويخرج لعشرات منهم، وهكذا، وقد مر في الفصل السابق كثير من الشواهد الدالة على هذا التناقض في المناهج.

ولهذه الأسباب وغيرها وقع المتأخرون في حيص وبيص كما يقول المثل الشائع، وحاولوا تفسير هذا التناقض والتضارب في المناهج بكلمات لا تصمد أمام النقاش العلمي، ولما عجزوا عن تفسير الأمر حاولوا سد باب النقد والاعتراض بوجه كل من يريد معرفة العلل والأسباب التي كان القدماء يبنون عليها أحكامهم في التصحيح والتضعيف وفي الجرح والتعديل، وفسروا المسألة بأنها حالة قلبية وأمر نفسي يمر على المحدثين فيستشعرون معها بصحة الحديث أو

اسم الکتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين المؤلف : البلداوي، وسام    الجزء : 1  صفحة : 265
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست