responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين المؤلف : البلداوي، وسام    الجزء : 1  صفحة : 258

فضلاً على ذلك ازدواجية الشخص الواحد نفسه من اهل الجرح والتعديل وائمة الحديث في تعامله مع الرواية الواحدة او الراوي الواحد، فتجد احدهم يتضارب ويتناقض قوله في الرواية فيضعفها ويسقطها عن الاعتبار في كتاب من كتبه، لكنه يوثقها ويقويها في كتاب آخر له ايضا، وربما حكم على رجل معين بالضعف والكذب والتدليس، لكنه في موضع آخر من نفس كتابه او في كتاب آخر من كتبه يوثقه ويقويه ويعظم شأنه ومنزلته، كما فعل ابن حبان وغيره.

وهذا التضارب والتناقض في مسألة تقعيد القواعد وتأصيل الأصول في توثيق الرجال وقدحهم هو محور حديثنا في هذا الفصل إن شاء الله تعالى.

لماذا أوجدوا قواعد الجرح والتعديل؟

لما انتشرت رواية الأحاديث الضعيفة الواهية، التي بثتها أفواه المغرضين وأصحاب المصالح الدنيوية، أو التي نشرتها السلطة ورجالها، وبعد أن أصبح الحديث الصحيح كالنقطة في بحر لجي، أو كالشعرة البيضاء في جلد ثور أسود، مما سبب أزمة وحرجاً لعلماء أهل السنة ومحدثيهم، ولمعرفة مقدار حجم الكذب والدس في أحاديث النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ونسبة الأحاديث الصحيحة إلى المعلولة المكذوبة فليتأمل المتأمل في قول كل من شعبة والدارقطني وهما من أئمة الحديث عند أهل السنة، وقد نقل كلامهما ابن أبي الحديد المعتزلي بقوله: (قال شعبة إمام المحدثين: تسعة أعشار الحديث كذب.

وقال الدارقطني: ما الحديث الصحيح في الحديث إلا كالشعرة البيضاء في الثور الأسود)([516]).


[516] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 9 ص 105.

اسم الکتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين المؤلف : البلداوي، وسام    الجزء : 1  صفحة : 258
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست