والأمر بالاتباع
في هاتين الآيتين كما لا يخفى مطلق يشمل اتباع النبي صلى الله عليه وآله وسلم بكل
جزء من جزئيات الحياة، هذا لمن يريد ان يكون محبا لله سبحانه وتعالى أما من لا
يريد أن يصل إلى هذه الثمرة فهذا شأنه.
ولان النبي
الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم بلغ من صفات الكمال أعلاها وأرقاها وبعد أن صنع
على عين الله ورعايته وبعد أن أدبه ربه فأحسن تأديبه، فقد وصل إلى مرتبة ((وَمَا
يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى))([18]).
فصار صلى
الله عليه وآله وسلم خلقه إلهيا ومنطقه إلهيا وتفكيره إلهيا، فكيف لا يقتدى به
ويسار على أثره.
أهمية السنة النبوية
المطهرة عند المسلمين
تحتل السنة
النبوية المطهرة من حيث الأهمية الدينية عند المسلمين المرتبة الثانية بعد القرآن الكريم،
فهي المفسرة والموضحة والمبينة للكتاب العزيز ولولاها ما عرف المسلمون أبسط شأن من
شؤون دينهم، فلولا السنة النبوية المطهرة ما عرف المسلمون عدد ركعات الصلاة
المفروضة، لان الله سبحانه أمر بأداء الصلاة وجعلها كتابا موقوتا حيث قال سبحانه:
((فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا
مَوْقُوتًا))([19]).