1: الروايات المرسلة في صحيح مسلم

ووقوع الإرسال في بعض أحاديث كتاب صحيح مسلم أمر مفروغ منه وقد اعترف السيوطي في كتاب تدريب الراوي بهذه الحقيقة حيث قال: (وقع في صحيح مسلم أحاديث مرسلة فانتقدت عليه)([444]) وقد اقر بكونها عشرة أحاديث لا غير فقال: (وفيه من هذا النمط نحو عشرة أحاديث)([445]).

وقد ألف الحافظ رشيد الدين أبو الحسين يحيى بن علي بن عبد الله القرشي المصري العطار المالكي كتابا أسماه (غرر الفوائد المجموعة في بيان ما وقع في صحيح مسلم من الأحاديث المقطوعة) وقد جمع فيه عشرات الأحاديث التي أخرجها مسلم بن الحجاج مرسلة أو مقطوعة الإسناد، أو موصوفة بالوجادة التي هي قسم من أقسام المقطوع، فمن أراد التفصيل فليرجع إلى هذا الكتاب.

أنموذج من مراسيل مسلم في كتابه

وقد نشرت مجلة جامعة الشارقة للعلوم الشرعية والإنسانية بحثا للدكتور عواد الخلف بعنوان (مراسيل صحيح مسلم، جمع ــ دراسة ــ تحليل) ذكر فيه تسع عشرة رواية مرسلة موجودة في كتاب صحيح مسلم، وقد حاول الباحث بحده وحديده أن يثبت براءة مسلم النيسابوري وكتابه من تهمة الإرسال بكل حيلة وطريقة، إلا انه على رغم محاولاته اليائسة اعترف بفشله في حل عقدة الإرسال عن بعض تلك الأحاديث، وفيما يأتي أنموذج من اعترافه بعدم استطاعته إيجاد حل يخرج مسلماً وكتابه من ورطتهما.

[444] تدريب الراوي للسيوطي ج1 ص206.

[445] المصدر نفسه.